missdark4652

أعتذرُ لكَوني غير واضحة..
          	لأنني أجد صعوبة في إخبارِك بأنني لستُ بخير..
          	ولأنني أقول "أنا بخير" بطريقةٍ غير مُقنعة..
          	ولأنني أكتب لك عبرَ كل شيء، عَدا أن أكتب إليك مباشرة..
          	أنا في حالة حِيرةٍ دائمة، تمنعني من الوصول إلى حديثٍ كامل واضح عنّي، وتمنعك عن فَهمي.
          	
          	لا تتكبّد عناءَ فهمي، على الأقل اعذر حِيرتي.

missdark4652

أعتذرُ لكَوني غير واضحة..
          لأنني أجد صعوبة في إخبارِك بأنني لستُ بخير..
          ولأنني أقول "أنا بخير" بطريقةٍ غير مُقنعة..
          ولأنني أكتب لك عبرَ كل شيء، عَدا أن أكتب إليك مباشرة..
          أنا في حالة حِيرةٍ دائمة، تمنعني من الوصول إلى حديثٍ كامل واضح عنّي، وتمنعك عن فَهمي.
          
          لا تتكبّد عناءَ فهمي، على الأقل اعذر حِيرتي.

missdark4652

ولأني يا صديقي أحبُ هذه الأوقات من الليل، خصوصًا الثالثة صباحًا، أودُّ أن أكتبَ إليكَ أنت، أنتَ الذي لا وجودَ لك، كم هو مرعبٌ أن يكونَ المرءُ وحيدًا، لا يجدُ مهربًا من ذاتِه، من أفكارِه وهواجسه، يتخبط في ذكرياتِ الماضي وغموضِ المستقبل وألمِ الحاضر، يجلسُ في زاوية غرفته، يكتمُ صراخَ غضبه الذي يأبى الخروج لأنه لن يُسمَع، مُخفيًا لدموعه التي جفَّت من كثرة البكاء، حاضنًا جسده الذي أهلكته الضربات، يتمنى أن ينام للأبد بلا تفكيرٍ ولا ألمٍ ولا خوف، فهل سينال مطلبه قريبًا؟

missdark4652

وإنَّنِي يا صديقتي لا تُخيفني الإجابات الباهتة، القاتمة، الحزينة، المُعبَّقة بالخذلان.. بل أفضِّل صفعةَ الحقيقةِ وجُرحَ الوضوح وأنينَ ما بعد المُصارحة.. أُفضِّلهم على خِداع الأمل ووهمِ الانتظار أو أن أكون أسيرةً للحيرة، طائفةً في فضاءِ الاحتمالات، أن أُترَكَ للتوقعات..
          ما أقصده، لا تُعطيني أملًا ثُمَّ تقتليه، اُقتليني من البداية وأعِدُكِ أن أعود للحياة كما العنقاء من جديد !

missdark4652

رُغم برودي اتجاهكِ وعدم تحملي لثرثرتكِ وتطفلكِ على حياتي؛ إلّا أني الآن أفتقدكِ .. لم يٌحاول أحدٌ هدم الجدر التي بنيتها حولي مثلما فعلتِ ..لم يهتم أحدٌ بي مثلما اهتممتِ ..
          لم يتحمل أحد حماقاتي مثلما تحملتِ، المؤلم فقط أنكِ لم تفعلي هذا بغرض التقرب إلي أنا، بل بغرض إرضاء مثاليتكِ، لم تظلي بقربي لأنكِ اخترتِني أنا، بل لأنكِ لم تجدي أحدًا غيري، والمُحزن أكثر، أنه بعد رحيلكِ لم تديري وجهكِ للخلف لتري كيف حالي بعد رحيلكِ، هل الأمر سهلٌ لهذا الحد ؟ 
          لما أنا الوحيدة التي يقشعر جسدها صارخًا لتواجد شيءٍ يخصه بالقرب منه لكنه لا يهتم، لا أعلم لما تجتاحني هذه المشاعر السخيفة التي لن تعلمي بها أبدًا، ورُبما لن تهتمي إذا علمتِ ..
          لستِ أول من أشعرني بهونِ البعد عني، وبشفافية ذكرياتي معكِ، لذا رُبما لستِ المخطئة، رُبما جلُّ الأمر تواجدي من البداية.