mo__pe
كيف حالك؟ هل أنت متأكد أنك بخير؟ سؤالٌ عابر، لكنه يطرق أعماقًا قد نسيناها أو تناسيناها. كم مرةً قلت “أنا بخير” وأنت تحمل على عاتقك ما لا يُحكى؟ كم مرة رسمت ابتسامة تخفي وراءها تعب الأيام، وكأنك تقنع نفسك بها قبل أن تُقنع غيرك؟ أن تقول “أنا بخير” لا يعني دائمًا أنك كذلك، أحيانًا هي مجرد كلمة تواسي بها نفسك لتستمر. لأنك تعلم أن البوح لن يُغير شيئًا، وأن العالم يمضي مسرعًا دون أن يلتفت للقلوب المثقلة، للأرواح التي تئن بصمتٍ لا يُسمع. لكن دعني أسألك بصدق: متى كانت آخر مرة جلست مع نفسك؟ متى آخر مرة واجهت كل ما في داخلك بلا هروب؟ أن تُنصت إلى روحك، أن تُواسي نفسك، أن تُعترف بتعبك وضعفك، ليس عيبًا. العيب أن تُكابر حتى تُثقل خطواتك، حتى تُضيّع ملامحك وأنت تُحاول أن تُقنع العالم أنك على ما يرام. فلا بأس إن لم تكن بخير دائمًا، ولا بأس أن تبوح بما أرهقك. لأن الاعتراف أول الطريق للراحة، ولأنك تستحق أن تكون بخير، لا لأن تقولها فقط. فكيف حالك اليوم؟ اسأل نفسك بصدق، وامنحها حق أن تكون كما تشاء.