mouette_5
Link to CommentCode of ConductWattpad Safety Portal
وفي لحظةٍ رَفَعَ الشَّرْقُ أستارَهُ المُعْتمهْ، ولاحَ الجبينُ اللجينيّ والفتنةُ المُلْهِمهْ، وكان قريبًا ولم يَرَ صيّادَنا الباسما، على التلِّ فانسابَ يذرَعُ أفْقَ الدُّجَى حالما... وطوّقَهُ العاشقُ الجبليّ ومسّ جبينَهْ، وقبّلَ أهْدابَهُ الذائباتِ شذًى وليونهْ، وعاد به: ببحارِ الضِّياءِ، بكأس النعومهْ، بتلك الشفاهِ التي شَغَلتْ كل رؤيا قديمهْ، وأخفاه في كُوخه لا يَمَلّ إليه النَّظَرْ، أذلكَ حُلْمٌ؟ وكيف وقد صاد.. صادَ القَمرْ؟، وأرقَدَه في مهادٍ عبيريّةِ الرّوْنقِ، وكلّلَهُ بالأغاني، بعيْنيهِ، بالزّنْبقِ ...
mouette_5
وفي ذات صيفٍ تسلّل هذا الغلامُ مساءْ، خفيفَ الخُطَى، عاريَ القدمين، مَشُوقَ الدماءْ، وسار وئيدًا وئيدًا إلى قمَّةٍ شاهقهْ، وخبّأ هيكلَهُ في حِمَى دَوْحةٍ باسقهْ، وراح يعُدّ الثواني بقلبٍ يدُقّ يدُقّ، وينتظرُ القَمَرَ العذْبَ والليلُ نشوانُ طَلْقُ ،
mouette_5
وكان غلامًا غريبَ الرؤى غامض الذكرياتْ، وكان يطارد عطر الرُّبَى وصَدَى الأغنياتْ، وكانت خلاصةُ أحلامِهِ أن يصيدَ القَمَرْ ويودعَهُ قفصًا من ندًى وشذًى وزَهَرْ، وكان يقضِّي المساءَ يحوك الشباكَ، ويَحْلُمْ يوسّدُهُ عُشُبٌ باردٌ عند نبع مغمغِمْ، ويسْهَرُ يرمُقُ وادي المساء ووجْهَ القَمَرْ، وقد عكستْهُ مياهُ غديرٍ بَرُودٍ عَطِرْ، وما كان يغفو إذا لم يَمُرّ الضياءُ اللذيذ، على شَفَتيهِ ويسقيهِ إغماءَ كأسِ نبيذْ، وما كان يشربُ من منبع الماء إلاّ إذا، أراق الهلالُ عليه غلائلَ سكرى الشَّذَى ..
mouette_5
-أطفئ الشمعةَ فالرُّوحانِ في ليلٍ كثيفِ، يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف
أولا تُبْصرُ؟ عينانا ذبولٌ وبرودٌ
أوَلا تسمعُ؟ قلبانا انطفاءٌ وخمودُ، صمتنا أصداءُ إنذارٍ مخيفِ، ساخرٌ من أننا سوفَ نعودُ،
غرباءْ ..
mouette_5
"مججتُ الزوايا التي تلتوي، وراءَ النفوسْ، وراءَ بريقِ العُيُونْ
وأبغضتُ حتى السُّكونْ، وتلكَ المعاني التي تنطوي،عليها الكؤوسْ، معاني الصَّدَى والجُنونْ، معاني الخطايا التي تُبرقُ، بريقَ النجومْ، وفي لمسها اللهبُ المُحرقُ ولونُ الهمومْ، كرهتُ الجفونَ التي تأسرُ، وخلفَ سماء ابتساماتها، لهيب الحقود، كرهتُ الأكفَّ التي تعصرُ، وخلفَ حرارة رَعْشاتها، جمودٌ كذُلِّ الحياهْ، على جُثةٍ تحت بعض اللحودْ، تعيثُ بها دودةٌ في برودْ، كرهتُ ارتعاشَ الشفاهْ برَجعِ الصلاهْ، ففي كلِّ لفظٍ خطيئهْ، تجيشُ بها رَغباتٌ دنيئهْ، وعفتُ طُموحي وبحثي الطويلْ، عن الخيرِ, والحبِّ, والمُثلِ العاليهْ، وحقّرتُ سعيي إلى عالمٍ مستحيلْ فخلفَ انخداعيَ تنتظرُ الهاويهْ،
mouette_5
"تبلَّجَ هذا الصبح أو كاد يفعل، فأقصَرَ واستحيى مُعنَّىً مُضلَّلُ، أتاهُ نذير الشيب قبل أوانه، فاقلع عن لذّاته وهو مُعجَلٌ، فأهلا بضيف قال هزلي لجده، ترفق فإني حين تنزل أرحل، سقى ورعة الله الشبابَ فإنه، على ما جنى سترٌ من اللهو مُسبَل، بنَفسِي من شطَّت به غربة النوى، ومن هو في لحظي وفكري مُمَثَّل، ومن لجّ قلبي في هواه وغرّني، رضاه فلا يسلو ولا يتبدل، صحوت وعندي من هواه بقية، تعمُّ جميع العاشقين وتَفضُل، عجبت لطرف قد تَضَرَّج من دمي، فما أحمر إلاّ خده وهو أكحل، وما كنت أدري قبل لقيا لحاظنا، بأنّ الإلحاظ سهم ومقتل"،.
mouette_5
"أَعَلِمْتَ أَنَّ مِنَ الصُّدودِ خُدورَا، أَسَمِعْتَ أَنَّ مِنَ القُلُوبِ بُدُورا، وَرَأَيْتَ قَبْلَ وُجُوهِهِمْ وشُعُورِهِمْ، صُبْحاً يَمُدُّ بفَرْعِهِ دَيْجُورا، سَفَرُوا شُمُوساً في القِبابِ مُضِيئَةً، وَرَنَوْا ظِبَاءً في الهوادجِ حُورا، وكأنَّهُمْ إذ أَعْرَضُوا وَتَعَرَّضُوا، كانُوا لنا حَزَناً فَعَادَ سُرورا، صادُوا وَقَدْ نَفَرُوا فَقُلْتُ لِصَاحِبِي، هَلْ كُنْتَ تَعْتَرِفُ الصَّيود نَفُورا، سَكَنُوا الفُؤَادَ وَإنْ نَأَوا فَعَجَبْتُ مِنْ قَلْبٍ أَقَامَ مُواصِلاً مَهْجُورا، نَزَلَ الفِراقُ بِهِمْ فَفَاجَأَ حَيَّهُمْ لَيْلاً ففاتَ مُرَاقِباً وَغَيُورا، رَفَعُوا ذُيُولَ النَّومِ عَنْ أَجْفَانِهمْ وَاسْتَنْشَطُوا لَحْظاً عَلَيْه عَثُورا، ومُعَطَّلِ لَوْلاَ عُقودُ مَدَامِعٍ حُلَّتْ فَحلَّتْ في الجُمانِ نُحُورا، وَبِنَفْسِيَ القَمَرُ الَّذِي مَلَّكْتُهُ قًلبِي فَأَصْبَحَ عِنْدَهُ مَقْمُورا، مَنَعَ التَّوَصُّلَ والتَّوَسّلَ لِلْمُنَى بَيْنٌ بَنَى مِنْ دُونِ ذَلِكَ سُورا، فَفَكَكْتُ طَرْفِي مِنْ عِقَالِ جَمَالِه ، وَتَرَكْتُ قَلْبِي عِنْدَهُ مَأْسُورا".،