أيامٌ تمضي، وصفحات كتاب حياتي تتوالى، صفحاتي الممتلئة بضحكاتٍ ودموع، وسطوري التي مُلِئت بالأبيض والأسود؛ وببعض الأحيان الرّمادي..
اليوم والآن؛ ها أنا ذا أبدأ بفصلٍ جديد، وفي قلبي يقينٌ خالصٌ لله، أنّه لن يسمح لصفحاتي البيضاء بأن تبهت -ألا لو أراد لي الخير بهذا-..
اليوم..أولى صفحات عمري الثاني والعشرون، وابدأه بسم الله، بينما أدعو من أعماقي أن تكون ممتلئةً بلطفٍ الله الذي عهدته، وبحمايته التي أحاطتني منذ نعومة اظافري..
قبل أربعة أعوام، عندما كنت أخطو خطوتي الأولى في الفصل الثامن عشر؛ رصصتُ كلماتٍ مشتتة ومبعثرة، رغم ظاهرها الجميل إلا أنّها بين طيّاتها كانت مليئة بتخبطاتي حينها -والتي لايزال كثيرها يصاحبني حتى هذه اللحظة-، كنتُ على وشك البدء بسنتي الدراسيّة الأخيرة، بينما أجرّ معي قلبي المثكل بعد أن خذلني كلّ من أحببت، وفي عقلي ألفُ صرخةٍ وضياع..
أتعلم معنى أن تدسّ السمّ في العسل؟، هذا ما قد فعلته حينما كتبت مقدمة ذلك الفصل -وهذا الفصل ربما-..
ولكن..وعلى الرغم من كل ماقلته؛ لا أستطيع سوى التعبير عن امتناني وشكري لله، الذي كلما غاصت قدمي في الوحل كان يأخذ بي لبرّ الأمان قبل أن أغرق..
الله..الذي كلما ذُكر اسمه العظيم خفق قلبي امتنانًا وحُبًّا له..
انهيت حياتي المدرسيّة في الفصل التّاسع عشر، ودخلت للجّامعة، مرّت بعدها ثلاث فصول، الآن أدرس هندسة الميكانيك، وبعد عدّة فصولٍ سأتخرّج -بإذن الله-..
ختامًا أريد أن أقول؛ حياتنا جميعًا عبارة عن كتاب، فاملئ صفحاته بما تحبه..
الكتاب كتابك، وقلمُ صفحاتك بيدك، فأحسن لنفسك ولمن تُحب، ولا تلطّخ أيّامك بمن لا يستحق.
١٩ أيلول ٢٠٢٤