hala-6421

          
          أهلا أختاه
          
          تحدثكِ أختكِ بالله، أختٌ أحبت أن تلفتكِ لأمرٍ لربما غاب عنك، وقد يكون ذلك بسبب غفلة مجردة أو بسبب سوء صحبة أو بسبب محيطٍ تشوبه الشوائب أو لغيره من الأسباب...لكن الأهم هو أن الخيار لكِ وأن القلم رهن يديكِ. 
          
          إنَّ عندك حب الكتابة وشغفها، ولكِ صبر الكاتبة ومهارتها، وعندك خيرٌ كثيرٌ منَّه الله عليكِ، ولذلك فإني لأخشى عليكِ أن تكوني من {الذي ضل سعيهُم في الحياة الدنيا وهم يَحسبُون أنهم يُحسنون صنعا} [الكهف:١٠٤].
          
          تخيلي معي موقفنا يوم القيامة، وكلٌّ نال منه الخوف مناله، وكل ينادي نفسي نفسي، ويرجو لو يعود للدنيا لعله يعمل صالحا. تخيلينا نحاول أن نسترجع ما قدمنا من خيرات وحسنات علها تثقل كفة الميزان، ومن ثم تميل الكفة فجأة بسيئات تتزايد وتتزايد كالجبال الراسخات! فنسأل من أين جاءت هذه؟!
          
          فإذ بها ذنوب عشرات آلاف المشاهدات والقراءات، إذ بها ذنوب آلاف التصويتات، وذنوب مئات التعليقات، وذنوب عشرات الفتيات الجاهلات الاتي أضلتهن كتاباتنا في آفة عظيمة كالشذوذ الذي أحق العذاب على قوم لوط عليه السلام! لم نأخذ ذنوبهم، بل لهم ذنوبهم، ونحن أخذنا مثلها لأننا كنا سبيلا في ضلالهم ولأننا لم ننهى عن المكروه بل روجنا له وزيناه لهم!
          
          لا عليكِ أختاه، يمكننا أن ننجو من ذلك بإذن الله، بأن نتخذ خيار التوبة والإنابة الآن، أن نعود إلى ربنا تعالى الذي أخبرنا في كتابه العزيز {كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم} [الأنعام: ٥٤].