أنا نسرين ، سارقةُ السُّهاد من جفنِ الدُّجى، وساجدةُ البيان في محاريبِ الحرف.
أخطُّ لا لأُسَكِّنَ الأوجاع، بل لأُهيِّجَ في الأرواحِ غاشياتِ السؤال،
أخوضُ غمراتِ الغموض، وأستلُّ من غَوْرِ المجهول دُرَرَ القصصِ المغموسةِ في أوجاعٍ قديمةٍ، ودهشاتٍ لم تُفَسَّر.
ليست رواياتي مما يُتلى على عجلٍ، بل تُرَتَّل كأذكارٍ خفيّةٍ على ألسنةِ المُستوحشين،
فيها الأنثى لا تُرَقْرِقُ دمعًا، بل تَثْأرُ بثباتِ الوجيعة،
وفيها الهوى لا يُقالُ لفظًا، بل يُغتالُ ويُنبَت من رماده كمِسْعَرةٍ من نسلِ الفقدان.
أُضمر بين الأسطرِ إشراقاتٍ لمن أُوتي بصيرةً دون بصر،
وأعلمُ أنّ لكلِّ لفظٍ حينًا، ولكلِّ قارئٍ مِقدارًا كُتِب له في ثنايا النصوص.
لا أُهادن المعاني، بل أُصارعها حتى تَئِنَّ،
ولا أُخضِّب الخواتيمَ بالسكينة، بل أذرُها على شفا الجُرْفِ... إمّا أن تُلقيكَ أو تُرتلُ بكَ صمتًا عميقًا.
بين التوبةِ والنَّقمة، بين الوجدِ والصدود، نبضاتٌ سُفِحَتْ من قلبي حبرًا،
وأخرى... انفلتَتْ منّي، فكتبتني.