توووووووووووضييييييح
*أودّ أن أوضح أمرًا يتكرر كثيرًا في منصّات التواصل، وقد آن الأوان للحديث عنه بصراحة.
تصلني أحيانًا تعليقات كثيرة متدنية غير اخلاقية واخره واقلهم حدة بنسبة لي من نوع: (“من المفروض اني بكلم إنسان)”، وكأنّ صاحبها يملك حقّ محاسبة الآخرين على الردّ في الوقت الذي يريده هو. والحقيقة التي يجهلها بعضكم أنّ رسائل الردود من حسابات الكتّاب كثيرًا ما لا تصلني أصلًا، ولا تظهر إلا إذا فتحتُ الإيميلات يدويًا. وهذه مشكلة معروفة في التطبيق، ولا علاقة لها بإهمال أو تجاهل.
لكنّي لست هنا لأبرّر. فأنا أتحدّث عن مسألة أكبر: قلّة الأدب التي صارت ظاهرة عجيبة. هنا في هذا تطبيق . هناك من يسبّني بألفاظ لا تليق، ومن يتجرّأ على السبّ في الذات الإلهية، أو على الأمهات، لمجرّد أن إعلانًا لم يُحذف أو لم يُرَ في وقته. هذا السلوك لا يصدر إلا عن عقلٍ فارغ أو نفسٍ غير مهذّبة، سواء كان صاحبه صغيرًا أم كبيرًا.
الاحترام ليس ضعفًا، والهدوء ليس خوفًا. وأنا أملك لسانًا لاذعًا استعمله إن أردت، ويكفيني و أن كلمة واحدة مني قد تُوجِع أكثر من مسبات كاملة يكتبها غيري. لكنّي أختار أن أحترم نفسي قبل أن أحترمكم، وأختار أن أرتقي بكلامي لأنني لست طفلة، ولأن عمري أربعٌ وعشرون سنة أحمل مسؤولياتي، وأدرس، وأعمل عملاً يتمناه الكثير. ولست هنا إلا لأجل من يحبّ كتابتي، وليس لأجل من يبحث عن ثغرة ليُمارس نقصَه.
من وجد في كلامي مسًّا به، فليعلم أنني أتحدّث عن مواقف كثيرة مررتُ بها، لا عن تعليق واحد. ومن شعر بالوجع مما كتبت، فربما أصابته كلمة من حيث لا يقصد… لأن الكلمة لا تجرح إلا من يشبهها.
احترام الآخرين لا يحتاج تعليمات، بل يحتاج تربية. ومن لا يستطيع التماس الأعذار للناس، فالأولى أن يتعلّم التماس الأدب لنفسه.*