فَ

لطفك يارب من هل ضيقة

في هامشِ السطر الأخير نُقطة يتكئُ عليها النَص كُله .

اللي رِعى يونس وهوَّ بِبَطن الحوت
          واللي رِعىٰ يوسُف وهوَّ بالبِئر
          واللي  حفظ هاجَر وابنها بالصَحراء
          اللي ما ينسى حتى النَملة ويرعاها
          ما راح يخليك تايه، راح تبقى عينّه عليك
          وسَبق وگلتها وهسَة اعيدها
           "اللي بعين اللّٰـه لو ضيعوا كل الناس
           ما راح يضيع"

وكم مِن تنهيدةٍ وآهاتٍ تكفي ؟ 
          لكي يلتم شعُوري الضائع، أتفرد بشَوْق لا نِهاية له وأعيش في حَيْرة لا علم لي بما سأختاره في نهايتها أتخبط وحدي بين جدران هذا الدار تمتلىء عَيناي بالبُكاء ويمتلئ رأسي بالاسئلة يكادُ فؤادي أن يتشقق إلى نصفين؛ نصف يُريد أن يمحي كُل ما به ومن ثم يعود خالي مِن المشاعر المُحيرة، ونصف يُريد أن يغتسل بـماء شديدة البرودة لكي تبرد هذه النيران التي تشتعل بدِاخله، آهٍ وكم مِنها تكفي ! ليت كان التخلص مِن شعُور وآلم وإشتياق بسُهولة لكُنت الان أفضل حالٍ ولَكِن لا شيء يأتي بهذه السُهولة نتعب دومًا لحصولنا على راحة في نهاية المطاف ليس بين يدانا شيء لكي نفعلهُ لا بأس سنُردد هذا دومًا لعل الحال يتحسن.

كان يَحس بِعُزلة داخلِية قوية و بشُعور حَاد بأنه وَحِيد ولا أحد يفهمُه ، لذلك كان يَكتب.

تكبر فينا رغبة الصمت لأن الكلمات لا تكفي ولأن الشرح لا يكفي ولأن الاشياء ستبقى على حالها ولا شيء سيتغير.

لم يتحمل أحد مزاجيتي المفرطة ولا أسلوبي، لم يعاتبني أحد مثلما عاتبتُ نفسي، تعثرت كثيراً وأنا من ساعدتُ نفسي لأنهض، كانوا مُجرد مُشاهدين .

‏لابد أن يستسلم الإنسان من وقتٍ لآخر، أن يستريح أن يشاهد الحياة وهي تعبر من أمامه وكأنها شيء لا يخصه ولا يعود إليه .

لو فيه شي أضيقّ من ثقب الأبرة فأنا حاليًا كاعدة أتنفس منه !

بكيت ..
          بكيتُ لأنني لم أعد أشعر بشيء سوى الفراغ بكيت من شدة يأسي ومن فرط عجزي وخوفي وقلقي المستمر وأيضا بكيت من شرودي الذي لا ينتهي بكيت من قلة نومي وبكيت من نفسي على نفسي ، أنا لم أعد أستطيع سئمت مجاراة ما يحدث أنني أفقد نفسي 
          بكيت حتى هَلكت .