أمي دائمًا تظن أنني لا اتأثر كبقية إخوتي، والأقسى قلبًا وأقلهم احساسًا بها والحقيقة هي عكس ذلك تمامًا ، كنت أريد أن أكون كتومًا فحسب، ربما لو أدركتي يا أمي أيامي هذه لكنتي تدركين أنني أضعفهم جميعًا وأحوجهم للشكوى والاستناد، ولكنني لا اريد أن أكشف عورة حزني لأحد مرة اخرى
كل ما أعلمه هو انه من وقت لآخر
تنهض في روحي بدون اي سبب ظاهر الموجة المعتمة، ويمتد ظل قاتم على العالم كظل السحابة، فتغدو المتعة مزيفة والموسيقى مبتذلة، وتشمل الكآبه الأشياء كلها، الموت آنئذ خير من الحياة
وكالنوبة تداهمني هذه السوداوية حينًا بعد حين دون موعد محدد،
وتأخذ شيئًا فشيئًا تحجب سمائي بالغيوم
يبدأ الأمر باضطراب في القلب، مصحوب بهاجس قلق وربما بأحلام مزعجة أثناء الليل،
الناس، المنازل، الألوان، الأصوات، تلك التي من شأنها بعث المسرة في نفسي تغدو مريبة وتظهر لي زائفة، الموسيقى تسبب لي الصداع، وجبات الطعام مقززة ومحشوة بسهام خفية، في أوقات كهذه فإن مجرد الحديث مع الناس هو نوع من التعذيب، سرعان ما يؤدي إلى ثورة غضب، بسبب أوقات كهذه لا يحوز المرء سلاحاً ؛ وللسبب ذاته يفتقد المرء السلاح.. ينصبّ الغضب والألم والتذمر على كل شيء
ضاع عمري في دياجير الحياة
وَخَبَتْ أحلامُ قلبي المُغْرَقِ
ها أنا وحدي على شط المماتِ
والأعاصيرُ تُنادي زورقي
ليس في عيني غيرُ العَبَراتِ
والظلالُ السودُ تحمي مفرقي
ليس في سَمْعي غيرُ الصَرَخاتِ
أسفًا للعُمْر، ماذا قد بَقِي ؟
كمن يبحثُ عن وطنهِ في رقعةِ قماش ، أو عن أمانهِ في خيطِ ظلٍّ باهت ، لجأتُ إلى مكان نومك يا أبي. كانت لحظةَ غفوةٍ قصيرة ، غمرني فيها طيفُ حضورك الغائب ، فاستمددتُ القوّة من أسطورةِ حمايتك التي لم تغِب يومًا..
رحمك الله يا سندي ، فأنتَ الملاذُ الذي ضاعَ مني في زمنِ التيه
أتعرف معنى أن يعيش الإنسان هاربًا ؟ هاربًا من حُزنه ، مجتمعة ، أصدقائه ، عائلته..هاربًا حتى من نفسه ؟
اين يستريح ذلك الشخص المسكين ؟ يهرع دائمًا إلى كُتبِه ومُلاحظاتة دون جدوى من ذلك حتى !
أخبروني أين المفر ؟
أنا خائبة حد الموت، غاضبة وضيقة.. أضيق من ثُقب الإبرة، قلبي المتمددّ المفرغ مثل بالون هائل ينكمش على ذاته الآن، أنا لستُ قوية، إنما أكثر هشاشة من البتلات الجافة في وجه الريح
تسندهم، تستمع، تخفف عنهم، تمنحهم قوتك بلا حدود..لكن قلبك يئن تحت ثقل جرح عمره سنين، لا كلمات تواسيه، ولا حلول تزيله، كل قوتك للآخرين، وكل عجزك لنفسك وحدك، صامت، متجذر،
لا يتحرك
أرجوك لا تحدثني عن الصبر، أنت لا تعلم كم الأشياء التي أنتظرها، لا تعرف عن اللحظات الطويلة وأنا أراقب عقارب الساعة وهي تتحرك ببطء، لا تعرف عن الأمنيات التي أنتظر تحقيقها، كم الإبتلاءات التي أصبر عليها، حتى أنني أخشى أن أعتاد عليها، لا تسألني عن قوة تحملي فأنا أتحمل كل يوم سخافات لا تحتمل، أتجاوز مواقف ربما لو مرت عليك لأنهيت حياتك على الفور، أتجاوز تفاصيل خاصة مؤذية تدفعني للانهيار، أتجاوز خيبات الأصدقاء، الذين وثقت بهم وخذلوني أشد خذلان والذين تعمدوا جرحي، لا تعرف كم مرة تجاوزت نوبات القلق حتى أبدو هادئًا أمامك، لا تعرف كم مرة تجاوزت شعور الفقد، الحنين، والاشتياق، حتى الحزن والندم وجلد الذات، كل هذه المشاعر التي احتفظ بها خوفًا من أبدو أمام أحد في غاية الهشاشة والضعف، وأرجوك لا تحدثني عن الحرب والتحدي..
أنا دائمًا في حرب، مع نفسي التي تبحث عن أي فرصة للهروب من العالم ومن واقعيتي في مواصلة الحياة بشكل طبيعي، حرب ضد مخاوفي من مستقبل مضطرب ومهزوز، واقع في غاية القسوة، مسؤوليات وضغط لا ينتهي، أنا مجرد صورة جميلة أمامك أنت لا تعرف حقيقة الأمر…لا تعرف ما يحدث في الكواليس
يتسلل الوجع عبر أروقة قلبي فيعزّ علي ألمي،
تمتلى شقوق قلبي بالأمل مع من أحب
فيتسرب.. مع أول تنهيدة لي،
أبحث عني رغم حالة اللاوجود التي أشعر بها معي،
فأعجز عن اللقاء بي،
أعود إلى هاوية ذاتي.. عازمًا السقوط،
فتنبسط أرض الروح،
أحاول الهرب ومغادرتي ببطء،
فيضيق العالم حولي كلما حاولت أن أنفذ له
لأعود لوحدتي مجددًا
Ignore User
Both you and this user will be prevented from:
Messaging each other
Commenting on each other's stories
Dedicating stories to each other
Following and tagging each other
Note: You will still be able to view each other's stories.