خليل حنون
في يوم فالنتاين ١٩٩٧ قصدت مقهى عتيق في بيروت لعمل مقابلات مع كبار بالسن عن أول حب وما الذي بقي منه اليوم.
جميع من في المقهى أشاروا إلى شخص ستيني أكثرهم أناقة وعناية بنفسه. كان يجلس عند الحلاق المحاذي للمقهى. لما سألته عن الحب الأول تنهد تنهيدة طويلة حتى ضحك من حوله، ثم ابتسم لي وقال وكأنه مراهق خجول: "حبيتها من ٤٠ سنة واتجوزت غيري وبعدني بحبها لليوم، ساكنة بنفس الحي وكل الناس بيعرفو إني بحبها وبيعرفو إني ناطر جوزها ليموت لحتى إتجوزها. وبعدني بلبس نفس نوع الثياب إللي حبتني فيهم، وأقوم بتفصيلهم عند خياط خاص لأن الموضة انتهت. وكل أسبوع بعمل زيارة لهذا الحلاق يللي محافظلي على نفس قصّة الشعر.
قلت له: وهي كيف صارت ؟
جاوبني: صحيح أنها صارت بدينة شوي وبشرتها اتغيرت وصوتها كمان، بس بعدها بقلبي متل ما كانت.
سألتو: وهي بعدها بتحبك ؟
رد علي: يكفي إنها بتعرف إنّي بعدني بحبها !