لم أجد لي ملجأ غير هذا الصندوق لأعبر فيه عمّا يختلج داخلي ، أكره الكلمات السلبية التي تنهال علي من كل الجهات ، لم يتبق أحد في هذا الكون لم يعطني جرعتهُ الفائضة من السلبية ، لستُ بحاجةٍ إلى سلبياتكم هذه ادخروها لنفسكم .
تعلتي هي انني أُفكر،أُصبح مهووسة بما يشغل بالي ، ملامحي تتغير بسبب التفكير المُفرط . هذهِ من أشدِّ الخصال التي أبغضُها وأود التخلص منها بأسرع ما يمكنني فعل ذلك ؛لأن يومي يستند على اللحظات والأفكار التي في بالي وبالأحداث التي جرت في يومي ، أرجوكم لا أحتاج لأفكاركم وأقاويلكم السلبية .. فلديّ ما يكفيني لخمسين عمراً على عمري هذا.
أغاضتني حين كانت تزيل قشور ما كنت أحافظ على إبقائه آمنا من أمثالها ..
كنتُ على وشك أن أفتك بها لولا كبحي بجماع عنفي وضراوتي ، وإلا لن أفلتها من يدي سالمةً .
لن أهدر قواي على سفيهةٍ شُحّ ماءُ وجهها ومسح عرض الجدار.
اليوم .. الأديب الذي بداخلي في سبات عميق ..
عادةً ما آتي لأكتُب وأنا قد كتمتُ غيضي ليومٍ كامل ، وأدوّن ما بقلبي كُله بإنفعالٍ وغضب .. وأكتب بسرعة وكأنني أتيتُ لأُلقي حمولةً تكبّدتُ بحملِها سنين طوال .. فتُدَر الكلمات ، وتترتب الجمل دون أن أرجع إليها وأشطب وأبدل ،وأحذف وأعدل .. أكتبه جميعهُ مرة واحدة ..
أمّا إن كنتُ قد مررتُ بيومٍ مُمل ، لا أحداث سارّة ولا مُحزنة - والحمدلله - ، وآتي لأكتب ولا مشاعر لأُعبر عنها ، تكون الصفحة عبارة عن كلماتٍ متقاطعة ، وأخرى مشطوبة ، وغالباً ما تكون الورقة كسوادِ الليل عند العتيم ، حتى أنا أخجل أن أقرأها . بعكس الأخرى التي تكون معبرة عن مشاعري .. تصف السعادة والحزن ، تفصل لحظة نشوة السعادة ، ولحظة الألم والحزن ، هذه الكتابات أحتفظ بها في مذكراتي ، وأرجع إليها كل يوم ، وتعطيني جرعة سعادة لا أجدها بين سطورِ غيرها ..
الكثير من الأشياء المبهمة حولي ،،
أشعر بتوتر .. بقلق يُسيطران علي
لا أستطيع إخفاء ذلك في تعابير وجهي ولا بتصرفاتي ، أشعر بالقلق أثناء دنو كل شخص مني ، انفُر منهم جميعاً .. لا أعلم ما بداخلهم ، ولا أستطيع فهم أحاديثهم وأقاويلهم ولا أميز صادقها من كاذبها .. لا أعلم من هو حليفي ومن هو العدو ..
لا أعلم من اتبع ، مشاعري ؟ رأي الناس عني ؟ عقلي ؟؟ ، جميعها تودي بي إلى أنفاقٍ شتّى ..
لا أعلم كيف أُسعد الحزين ، أو حتى كيف أرد وأفعل مع من أخطأ في حقي وعبث في شؤوني ، ولا علم لي أين سأجد الإجابة ..
أشعر بضغط ، وكأنني أجُرُّ ثِقلَين ، أحدُهما ببالي والآخر بقلبي ..
ينقصني حب وإهتمام وتقدير وأحدٌ ما بجانبي ..
دائِماً ما أشعر بذلك ..
ولا أعلم من أين سأكسبهما ..
أشعر بالنقص ..
أبغض القيود ، الأوامر ، الآراء ، النصائح ، القوانين ، أكرهها جميعها ولا تفيد بشيء معي سوى الضجر والملل وإرادة الإىْتحار بأقرب ما يمكن حدوث ذلك ، وبأي فرصة سنحت لي ..
أكره أن يتدخل أحد ما في شؤوني .. أن يكسر دائرتي ويعتدي أيّاً كان ما يخصني ، أشعر وكأن سُطيَ على عالمي الآمن وأصبح يضُجُّ بالدخلاء ، لم تعُد به راحة ولا سلام ، ولا يوجد مكان آخر لألجأ إليهِ ..
أذكر مرة في مجموعة إنستقرامية ، ألقى أحد الأعضاء السلام ، فرددتُ عليهِ بقول : وعليكَ ومن جالسكَ السلام ..
فردّ علي "شذا الطلاسم" .. حقيقةً صغر قدره في عينيّ ، هل رد السلام أو إلقائهِ بطريقة غير مُتعود عليها اصبح "طلاسم" ؟
أعاذنا الله من عقليات وفكر كهذهِ .