@rowida23
عادَت ولكنْ قد تَغيّرَ قلبُها وكأنّها غير التي كانت معي يا ليتها بَقِيَت هُناكَ.. بعيدةً وبَقيتُ بينَ تَرقُّبٍ وتَوقُّعِ لتظلَّ صورتها لديَّ جميلةً خيرٌ من الخذلانِ عندَ المرجعِ!
خائبًا، كنت أعبر من ليلة إلى أخرى فليحدث شيء أي شيء ، يعيدنا إلى أنفسنا أعرف جيداً هذه الأيام ، التي لا يعرف فِيها المرء ، إلى أين يذهب ، ومع مَن يمضي ، الأيام التي يكُون فيها المرء وحيداً تماماً ، راضياً ، ومُتعاشياً مع قدره ، لكنه يظل يتمنى بحزن خافت ، لو أن لي وجهة واحدة أمضي إليها ، ولو شخصاً واحداً أركُض نحوَّه ولكن خجلتُ من نَفسي عِندما أدركتُ ، أنّ الحياة حفلةٌ تنكَرية ، وأنا حضرتُها بوجهي الحقيقي رغم ذلك إنني بخير بشكلٍ أو بآخر، أعرف كيف أنجو بمفردي دون يدٍ تمتد لي، أعرف كيف أعيش حزني دون أن أطلب مواساة أحدهم، و أتخطى كل شيء بقلبٍ بارد.
ثم ستدرك أن الوحدة مثل البرد ، لا تقتلك وإنما تستقر في عظامك وتؤلمك ، هكذا تشعر بها لكن لا تمتلك المقدرة على علاجها مهما فعلت ، ثم ينتهي بك المطاف على التأقلم معها ، مثل تشوه ربما أو إعاقة.
أتغاضى لأني أحب ليس لأني أكره،أفهم التلميحات ليس لأني لا أعرف الكلام بل لأني أعرف مشقته أحيانًا،أتوارى في وحدتي ليس لأني لا أطيق أحد بل لأحافظ على الذي بيننا،أتوقع حسن الظن ليس لأني ضعيف لكنني لا أريد الخسارة سريعًا،أتحمل المواجع ليس لأني جسورًا،بل ليطمئن الأحبة ويكفوا عن القلق.
لا زلت أعتقد بأن الإنسان يفقد قدرته على اللجوء العفوي لأي شخص بعد مدة معينة من البعد ، حتى وإن ظلوا خياراً متاحاً فالحواجز تبنى ، والمشاعر تبهت ، وكل الأمور تشير إلى أن الطرف الآخر لم يعد نفس الشخص الذي عرفته ، لم يعد بئر أسرارك وملاذك الآمن ، لم يعد بيتك الدافئ الذي اعتدت اللجوء له.