shaok2002

لـقــد ذَبُــل وَرد قـَلـبــي يـا حَـضـرةَ الـسـَـاقــي ..

shaok2002

الشعور الذي تتركه في صدر أحدهم
          كن على ثقة بأن الله تعالى ‏سيضع في صدرك شعورا مثله تماما
          ‏فلا تقدمْ لغيرك سوى
          ‏ما تحب أن يُقَدَّمَ لك

shaok2002

(الآن، إذ تصحو، تذكر,)
          
          الآن، إذ تصحو، تذكر رقصة البجع الأخيرة.
          
          هل رقصت مع الملائكةِ الصغارِ وأنت تحلمُ؟
          
          هل أضاءتك الفراشةُ عندما احترقت بضوء الوردة الأبدي؟
          
          هل ظهرت لك العنقاءُ واضحةً... وهل نادتك باسمك؟
          
          هل رأيت الفجر يطلع من أصابع من تُحبُّ؟
          
          وهل لمستَ الحُلمَ باليد، أم تركت الُحلمَ يحلُمُ وحدهُ، حيث انتبهت إلى غيابك
          
          بغتةً؟
          
          ما هكذا يُخْلي المنام الحالمونَ، فإنهم يتوهجون،
          
          ويكملون حياتهم في الحُلمِ..
          
          قل لي كيف كنت تعيش حُلمك في مكان ما،
          
          أقل لك من تكون
          
          والآن إذ تصحو، تذكر:
          
          هل أسأت إلى منامك؟
          
          إن أسأت إذاً تذكر
          
          رقصة البجع الأخيرة!
          
          تُنسى، كأنك لم تكن,
          
          تُنسى، كأنك لم تكن
          
          تُنسى كمصرع طائر
          
          ككنيسة مهجورة تُنسى،
          
          كحب عابر
          
          وكوردة في الليل... تُنسى
          
          ****
          
          أنا للطريق... هناك من سبقت خُطاه خُطاي
          
          من أملى رؤاه على رؤاي. هناك من
          
          نثر الكلام على سجيّته ليدخل في الحكاية
          
          أو يضيء لمن سيأتي بعده
          
          أثراً غنائياً... وحدسا
          
          ***
          
          تُنسى، كأنك لم تكن
          
          شخصاً، ولا نصاً... وتُنسى
          
          ***
          
          أمشي على هدي البصيرة، ربما
          
          أعطي الحكاية سيرة شخصية. فالمفردات
          
          تسوسني وأسوسها. أنا شكلها
          
          وهي التجلّي الحر. لكن قيل ما سأقول.
          
          يسبقني غدٌ ماضٍ. أنا مَلِك الصدى.
          
          لا عرش لي إلا الهوامش. والطريق
          
          هو الطريقة. ربما نسيَ الأوائل وصف
          
          شيء ما، أُحرّك فيه ذاكرة وحسّا
          
          ***
          
          تُنسى، كأنك لم تكن
          
          خبراً، ولا أثراً... وتُنسى
          
          ***
          
          أنا للطريق... هناك من تمشي خطاه
          
          على خطاي، ومن سيتبعني إلى رؤيايَ.
          
          من سيقول شعراً في مديح حدائق المنفى،
          
          أمام البيت، حراً من عبارة أمس،
          
          حراً من كناياتي ومن لغتي، فأشهد
          
          أنني حيّ
          
          وحرّ
          
          حين أُنسى
          
          
          " محمود درويش "

shaok2002

"لا شيءَ يُعْجبُني"
          
          يقول مسافرٌ في الباصِ – لا الراديو
          ولا صُحُفُ الصباح, ولا القلاعُ على التلال.
          أُريد أن أبكي/
          يقول السائقُ: انتظرِ الوصولَ إلى المحطَّةِ,
          وابْكِ وحدك ما استطعتَ/
          تقول سيّدةٌ: أَنا أَيضاً. أنا لا
          شيءَ يُعْجبُني. دَلَلْتُ اُبني على قبري،
          فأعْجَبَهُ ونامَ، ولم يُوَدِّعْني/
          يقول الجامعيُّ: ولا أَنا، لا شيءَ
          يعجبني. دَرَسْتُ الأركيولوجيا دون أَن
          أَجِدَ الهُوِيَّةَ في الحجارة. هل أنا 
          حقاً أَنا؟/
          ويقول جنديٌّ: أَنا أَيضاً. أَنا لا
          شيءَ يُعْجبُني. أُحاصِرُ دائماً شَبَحاً
          يُحاصِرُني/
          يقولُ السائقُ العصبيُّ: ها نحن
          اقتربنا من محطتنا الأخيرة، فاستعدوا
          للنزول.../
          فيصرخون: نريدُ ما بَعْدَ المحطَّةِ،
          فانطلق!
          أمَّا أنا فأقولُ: أنْزِلْني هنا. أنا
          مثلهم لا شيء يعجبني، ولكني تعبتُ
          من السِّفَرْ.
          
          " محمود درويش "

shaok2002

(وحدك )
          
          
          مقهى، وأنت مع الجريدة جالس
          
          لا، لست وحدك. نصف كأسك فارغ
          
          والشمس تملأ نصفها الثاني ...
          
          
          ومن خلف الزجاج تري المشاة المسرعين
          
          ولا تُرى ، إحدي صفات الغيب تلك:
          
          ترى ولكن لا تُرى]
          
          كم أنت حر أيها المنسي في المقهى!
          
          فلا أحدٌ يرى أثر الفراشة فيك،
          
          لا أحدٌ يحملقُ في حضورك أو غيابك،
          
          أو يدقق في ضبابك إن نظرت
          
          إلى فتاة وانكسرت أمامها..
          
          كم أنت حر في إدارة شأنك الشخصي
          
          في هذا الزحام بلا رقيب منك أو
          
          من قارئ!
          
          فاصنع بنفسك ما تشاء، إخلع
          
          قميصك أو حذاءك إن أردت، فأنت
          
          منسي وحر في خيالك، ليس لاسمك
          
          أو لوجهك ههنا عمل ضروريٌ. تكون
          
          كما تكون ... فلا صديق ولا عدو
          
          يراقب هنا ذكرياتك /
          
          فالتمس عذرا لمن تركتك في المقهى
          
          لأنك لم تلاحظ قَصَّة الشَّعر الجديدة
          
          والفراشات التي رقصت علي غمازتيها /
          
          والتمس عذراً لمن طلب اغتيالك،
          
          ذات يوم، لا لشيء... بل لأنك لم
          
          تمت يوم ارتطمت بنجمة.. وكتبت
          
          أولى الأغنيات بحبرها...
          
          مقهى، وأنت مع الجريدة جالسٌ
          
          في الركن منسيّا، فلا أحد يهين
          
          مزاجك الصافي،
          
          ولا أحدٌ يفكر باغتيالك
          
          كم انت منسيٌّ وحُرٌّ في خيالك!
          
          
          
          " محمود درويش "