أزال صغير"، ولا زلنا صغاراً رغم هذا المظهر الصلب الذي يحيط بهشاشتنا من الداخل، رغم بشاعة الحياة، ورغماً عنها، لانزال صغاراً نحلم أن نحيا بامان
لم تهيئنا طفولتنا الوردية لواقع رمادي كهذا، لم نكن لنخمن أن عهد الأصدقاء كان محصوراً في شاشات تلفزيونية وسينتهي عندها، بأن الوطن مكان قاسٍ إذا ما حكمته الطغاه، بأن اللصوص اليوم يرتدون بذلات،لا ملابس رثة.الفيلة تقتل, ما عادت تزورنا، والنحل ليس لطيفًا كزينة، لا شيء لطيف، ما عاد لأي شيء قدسية، كل الروابط أهدرت، العائلة، الأصدقاء، الوطن، الطبيعة، الحياة، لطمتنا الخيبات أول مرة فبكينا بصوت وسيم، صرنا بعد ذلك لا نبكي، صرنا نشاهد ونصمت
ولا زلنا نقاوم، نحب سبيستون، نحبها لأنها صنعت طفولة كنا نحلم أن نعيشها إذا ما كبرنا، لأنها رسخت فينا مبادئًا افتقدناها اليوم، لأنها طفولتنا التي لم نفرط يوماً بها، نحب أن نكتب عنها، نشاهدها ولن نمل.
ندفع حاضرنا، والمستقبل، وكل الحداثة الرثة التي لم تجلب لنا سوى الدمار في سبيل تلفاز ضخم مربع، وعلبة سكاكر، وصوت يقول " سنعود بعد قليل"
#سبيستون