ألا بعد بسم الله الرحمن الرّحيم
إلى: فلسطين العزِّ...
لك أكتب بل أنزف مدادًا داميًا ضلّ الطّريق إلى الجهاد، فانتهى به المطاف يسير على خدّ العجز والأسى، لكِ أكتب يا غزة الصّمود ويا ضفّة الإباء، لك يا شعب الفخر...
للقدس للأحياء للمسجد الأقصى، لكم أوصل صوت لن يصل، لكم أبوح بكلمات انتأت الخروج من شفاه القوّة فتقهقرت ذُلًّا وهوانًا!
لك أكتب ونياط الرّوح تمزّق أشلاءً من أصوات قصف لم تصل للمسمع، ونباضات الفؤاد في تيه عن انتظامها لدموع في أوجه الثّكالى لم تعد تعبَأ بمكان المدمع، لكِ أصرخ عنّي وعنكِ وعن كل من لم تسعفه الكلمات أن يخاطبكِ ويبوح لكِ كم أنّ العجز موجع، لكِ أشكو جوع فتيانكِ وتخمة حكوماتنا بأطباق التّطبيع الّتي لا تغني ولا تشبع!
لكِ أشكو وأنتِ المثكّلة بقذائف القصف وحصار الشّعب وسجن مفتوح اسمه غزّة احتويته على أرضكِ، لكِ أشكو مرارة الوقوف تُشاهد من بعيد شرذمة من القرود تحرق بالفسفور طُرقكِ وشعبكِ، لك أشكو كيف جافى النّوم مقل من رأى كيف يهدّ عمرانكِ لتعانق أركانه تُربك، لكِ أشكو ولله المشتكى قبلك، وإن كان لابدّ أن تكون الشّكوى من حقّكِ!
فلسطين لم أنسكِ ولم ننسكِ ولم ينسكِ التاريخ المخلّد، فلسطين فيكِ كتبت ولك كتبت وعنك كتبت وبك تغنّيت والله يشهد، فلسطين حبّك حقٌّ وسنّة وفرضٌ وإن كان طريقه بالشّوك والألغام معبّد، فلسطين شعبكِ قدوة وصمودك فخر وألمكِ عارٌ وخذلانك ذُلٌّ من كل الأعذار مجرّد!
أيا فلسطين قد نطقتُ فمن له الآن أن يسكتني؟ أيا فلسطين تخاطبكِ فتاةٌ تجرّعت العار ثمانٍ وعشرًا من السنون، تخاطبك من لم تؤلّف فيما عداكِ ولم تر في الكون ما سواكِ، ولم تحلم يوما كما حلُمت أن تصلي في أقصاكِ، فلسطين فتاتكِ تحمل في الدّماء عرقكِ وإن لم يقرّ القنون البائس بذلك، فلسطين فتاتك إن فرّقتها الأميال بعدًا فربُّ السّماء يجمعها بكِ بدعائها ودعائكِ، فلسطين فتاتك باحت والبوح ألم والكلمات جريحة وورق الرّسالة ممزّق معلّق مع جميل حمامكِ، عسى أن تصلّ الرّسالة وأن لا تروح مع بضع من القنابل وتصل بسلام يجرّ معه سلامكِ.
-من عاجزة مسلّحة بالدّعاء...
@special_beauty
اللهم كن لهم عوناً ونصيراً، اللهم انهم مرابطون مغلوب على أمرهم، فلا ملجأ لهم سواك يا رب العباد.. اللهم شد أزرهم واحقن دماءهم وتقبل شهداءهم في عليين