sєиємαя

@-_Sinmar
          أمَا زالت تعتريك رغبة العودة للدّيار..؟

‏نحتاجُ بدايةً جديدة، ومن أوّل السطر
          نريد ترتيب أوراقنا
          نريد فتح صفحة لم يُكتَب فيها حرف، ولم تتلوث بحرب
          ولم تشهد على كسرة خاطر ووجع قلب 
          
          ‏نريدُ حياةً عادية وموتًا عاديًّا
          لا نريد أن نكون شهداءً أو أبطالاً أو رموزًا للتضحية
          نريد حياة عادية نلعب فيها مع إخواننا وأبنائنا، ونعود من وظائفنا ونستلم مرتباتنا ونذهب للترفيه في العطلات دون تعقيدات أو نقاط تفتيش أو اتهامات
          
          نحتاج الحياة العادية البسيطة 
          الحياة الإنسانية
          
          يااااارب نحتاج أن نعيش فقط

حَيً عَلى السَلام .

- وكيف كانت مُناجاتك؟ 
          = ناجيتُ الله قائلا: اللهم احفظني منِّي ومن نفسي وحزني وقلقي وخوفي وهواجسي.

هوَ البَدرُ ما ضرَّهُ في لَيالِيهِ 
          سُحبٌ  تُغادرُ  أو  أَنجُمُ .

‏﴿ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ﴾
          أ
          حلاميِ، دعواتيِ، وأمنياتيِ 

لكنّك لا تملك ثمن الخطوة
          
          كيف تهبها؟

اللهم إنا نسألك حُسن الصيام و حُسن الختام ، اللهم اجعلنا ممن تدركهم الرحمة ثم المغفرة ثم العتق من النار .

‏أحبُّ السماء، لكن كل ذلك الحب يرتكز في النظر إليها من بعيد.

يُقال: ‏
          مراجيحُ الفرح كثيرة، لكنَّ البشر يختارون مراكبَ الحُزن
          وهذا ما حدث معي بالضبط عندما اخترتُ قراءة ديوان: أحزن القصص، لقيصر الشعراء: محمد عياف العموش
          
          أكملتُ للتو قراءة ذاك الديوان، وعرفت حقيقةً أن المرء عندما يتعبُ من البكاء، يبدأ بالشعر والغناء، وعرفتُ أيضًا أن الحزن موجودًا في كلّ شيء، حتّى عندما تكون الأشياء على ما يُرام. 
          
          الآن وفي ختام الديوان، ألملم الحزن من أحداقي، وأعرف أنّ الحزن يُعدي، يتمدّد، ينتقل من أحداقنا إلى قلوب من نحبّ..
          ألملم الحزن من أذيال الصّمت، وأستلّ حرفًا ساكنًا يشبهني، ورغم أنّه لا يحكي إلّا دمعًا، أسيل أنا معه وأتشظّى..
          أو ربّما، نتشظّى معًا..
          
          الحزن معدٍ، والسّؤالات اليتيمات تثكلنا..
          هل كان ذنبًا أن نحزن إلى هذا الحدّ؟ 
          أم هل كان ذنبًا أن يكون الحزن مُعدٍ؟ 
          العديد من التساؤلات التي نجهلها..
          
          الحزن مزيجٌ من الحبّ والتّجافي، من الخوف والهجر، من السّؤال واللّامبالاة، من القرب والبعد والاختباء في سطور العودة والضّياع..
          
          تلتهمنا الأسئلة، وتحرقنا الإجابات..
          
          جميعنا تقتلنا الأحزان، والمخاوف.. تقتلنا مشاعرنا المفرطة، توقّعاتنا الشّاهقة، اهتمامتنا الصّغيرة، قلقنا المفرط، وانتظاراتنا الطّويلة..
          
          ومهما انكسرنا ذات حزنٍ،
          تنتصر فينا التّفاصيل الصّغيرة ولو كان عنوةً..
          
          تكبّلنا الحيرة، ولا ندري كيف نجمع الكلمات لنرفع أحزاننا عن كاهلنا.. 
          تخوننا التّعابير، وتهزمنا المواقف..
          
          في الحزن
          يأكلنا البرود رغم اتّقاد قلوبنا، وتبدو علينا ملامح الهشاشة رغم قوتنا.. 
          
          أدركت من خلال هذا الديوان أن أشد الأحزان وطأة على الإنسان هو حزن الإدراك، فليس له أن يتجاهل عقله وليس بيده أن يغير حقيقة الأشياء والوقائع، وأن كثيرًا من مظاهر الفرح ليست إلا سوء فهم لأنفسنا ولأحداث الحياة، تنحسر مع كل إدراك لحقيقتها ويحل بدلًا عنها الحزن.
          
          الديوان يمتلئ بالقصائد المثقلة بالحزن والأنين ولعلّ أبرزها قصيدة: قمحٌ لرحى اليتم ومما جاء في أبياته: 
          للحزن في معبدِ العينين هيبتهُ
          ْكم يفقدُ الحزنُ من معناهُ إن شُرِحا
          
          ولا أُبالغ إن قلتُ عنه أصدق بيتٍ قرأته.. 
          
          ‏وختامًا أتمنى أن نرى بعضنا البعض، بعيدًا عن الحزن، في مدن لا تجترنا وتتقيأنا كالمرض، أتمنى ألا نحزن ذلك الحزن الذي يهتك الصدور ويطحنها.. 
          
          ✍سِنِمّار