كانت أمّي .. تُخبرنا دائماً أنّ علينا التوقّف
عن اللّـعب والعودة .. إلى البيت قبل العَتمة
كان توقيت الأشياء .. المُخيفة مُرتبط بالعَتمة.
كانت العَتمة وقتٌ ويمضي
وكنَّا نُجيد الهروب منها .. إلى بيتنا وحُضن أمّي
أمّا الآن .. فأنا لا أعرف كيف أهرب من العَتمة
فهي بداخلي .. تُرعبني دائماً حتّى عندما أضحك أشعر أنّها تضحك .. معي أو عليّ
فماذا أفعل .. يا أمي؟ !
العَتمة . . أناس كنّا نُحبُّهم والآن لا نعرف كيف نحضُنهم !
العَتمة . . أنّنا نعيش الموت كل يوم دون أن يسمح الله لنا أن نموت.
والعتمة يا أمّي .. أنَّنا هنا والذين نحبهم هناك وبيننا وبينهم .. مسافة لا نُدركها مهما مَشينا
مهما رَكضنا .. مهما صَرخنا ومهما تَمنّينا