"طاب صباحك عزيزي القارئ!
كيف حالك؟ ألا زلت تحاول الهرب، ألا زلت توهم نفسك بأنك نسيت ماضيك ومضيت قدماً، عزيزي لا ترهق نفسك بأفكارك وأوهامك بأنك تجاوزت جدار الماضي وهدمته، لا تكذب على نفسك، أنت لا زلت محاطاً به لا زلت متعلقاً به، لا زال يراود فكرك، صدقني لا زال الماضي منعكساً على شخصيتك، لا زال منعكساً على تعابير وجهك ونبرة صوتك وطريقة كلامك، أنت لا زلت محاصراً بتفاصيل الماضي، غارقاً في بحر الذكرياتِ مناجياً لقارب حاضرك، لا زلت متشتتاً بين ماضيك وحاضرك، نعم إنك لازلت خائفاً من أن تمر بما مررت به في الماضي، إني لألمح الخوف في جفون عينيك الناعستين، لا زالت نوافذ قلبك مكسورة، وأبواب عقلك مسدودة.
عزيزي: الماضي مليءٌ بالذكريات، ولكنك لا تختار إلا ما تريد أن تتذكره، نعم إنك لم تمحُ تلك الذكريات من سجل الماضي الخاص بك، أنت لم ترغب بنسيانها، إنك تهرب...تهرب فقط وهي تلاحقك، عزيزي لا تكن جباناً وضعيفاً، لا تخف أنا معك ولكن بطريقة أخرى، أنا معك وأدعمك، صدقني الهرب لن يفيدك، قم بحرقها وحذفها باهتمامك بحاضرك، لا تشتت نفسك بماضيك المرهق، لا تجرح أحاسيسك المرهفة بصفحات الماضي، بل ابْنِ من ماضيك سلماً تصعد به إلى القمة، كن واثقا بنفسك فجميعنا نملك ماضٍ ولكننا أحسنا استغلاله لصالح حاضرنا وخطوات مستقبلنا، فكن مثلنا وثق بنفسك"