كأنني فلك لاحت به شهب 🔥💋.

حطيتهم كلهم ابدي اقري من الفوق لتحت ♥️

 #من_المشاهد_التي_لم_تُنشر 
          عاشقة في الظلام : 
          
          كانت هناك ابتسامة خافتة على شفاه وولف وهو يحاول منع آلاريك من شرب مياه المرش في الحمام..
          لقد أحضره لينظفه بعدما غير له الحفاظ و الآن هو يقوم بتحميمه بسرعة أسفل المرش قبل أن يعيده لهم للأسفل وكل ما كان يفعله آلاريك هو أن يمد أيديه الصغيرة نحو مياه المرش يحاول إمساك الماء بقبضته الصغيرة و يقربه من فمه ليحتسيه ..
          ابنه كان يحب الماء حقا لهذا فإن وولف يقوم بتحميمه معه دوما لأن هناك جزء منه يرفض الاعتراف أنه يحب فعل ذلك من أجله و ليس حقا من أجل آلاريك..لأنه الوقت الوحيد الذي لا يشاركه فيه أحد معه و يستطيع أن يقضي معه فترة في الحمام ينظفه و يسمعه يضحك بطريقة طفولية..تلك الضحكات في الحمام كانت تخص وولف وحده..
          لهذا الآن مرر أعينه على ابنه بلمعة في أعينه الزرقاء يرى آلاريك يبتسم للماء الذي يرش وجهه ..هناك أسنان صغيرة سفلية بدأت تظهر في فمه و كان يعاني من الحمى بسببها لأيام لكنه اليوم بخير و مستعد ليلعب ككل يوم…
          " سيكون علي دوما خطفك لو أردت قضاء وقت معك هل تعلم بهذا ؟.."
          تمتم وولف بهذا و فورا ابتسم آلاريك وهو يحاول ابتلاع المزيد من الماء كأنه يفهم والده و يؤكد له أنه أيضا يستمتع بقضاء الوقت معه..
          .

          الأمر الذي جعل أعين وولف ترق كليا و هو يمسح على أعين ابنه العسلية حين تجمع الماء هناك..ومظهر الصغير بين ذراعي والده يحمله كأنه يحمل دمية صغيرة كان ظريفا..وولف مبلل بالكامل بسبب ابنه لكنه لايمانع و يسمح له ببله حتى لو كان قد أنهى استحمامه بالفعل يتخلص من كلور المسبح ..
          آلاريك لم يكن فتى كثير البكاء لكنه كان كثير اللعب و دوما يقظ أعينه تراقب كل شيء في انتظار شخص أو شيء ليلعب به..
          يمكن لأي شخص حمله و الأمر مختلف مع وولف لأن أديلينا و أرتورو كانا مختلفان في تربيتهما..كان يبكيان كثيرا ليلا ونهارا و لا يحبان أن يلمسهما  أحد سوى والديهما حتى تجاوزا سن الثانية ..آلاريك منذ ولادته وهو يحب أن يحمله الجميع و يلعب معه الجميع  يستمتع بالاهتمام الذي يحصل عليه..
          عمره اليوم عشرة أشهر ..لقد نطق أول كلماته قبل فترة و كانت ' با ' ..
          حدث الأمر حين كان وولف يحمله ولا يركز معه بل مع جدال أرتورو و أديلينا حول من منهما يجب أن يركب في المقعد الأمامي للسيارة حين يكبران بعد سنوات..جدال كان وولف يركز معه بجدية و لأن آلاريك يحب أن تكون الأعين عليه فقد قرر أنه اكتفى من تركيز والده مع إخوته و جذب انتباهه بطريقة جعلت وولف يتجمد مكانه..
          ناداه  ' با ' ثم ' بابي ' و حاول عضه من فكه أثناء ذلك لينظر له..

          وولف لم يستوعب الأمر لثوان..
          " با …با..ب..ب.."
          نطق آلاريك هذا دون وعي منه وهو يلعب بمياه المرش و يضحك يحرك أيديه ليبلل المكان كليا..الأمر الذي جعل إبتسامة وولف تتسع وهو يحمله يبعده عن المياه و أخيرا ليلفه بمنشفة كبيرة جعلته مثل كرة فرو صغيرة..
          " أجل..بابي هو صديقك المقرب أليس كذلك ؟.."
          تمتم بهذا وهو يقبله ونتيجة لذلك ابتسم آلاريك دون فهم و فقط كرر كلمة :
          " با..بابي..ب…"
          كان يقول حروف عشوائية لأنه للآن لم يتعود على سماع نفسه ينطق لكن الحرف ذاك لوحده كان كافيا لوولف..
          لهذا حضنه بابتسامة يرميه على كتفه يقلبه يسمع صوت ضحكات آلاريك الطفولية تصدح في الحمام ..يحب حين يقوم له وولف بهذا أو يقبله من بطنه يدغدغه..
          كان آلاريك يضحك طوال فترة تجفيف وولف له..وضحك طوال فترة إرتدائه لثياب سباحة جديدة..
          جميعهم كانوا في المسبح أسفلا و حتى آلاريك كان يسبح قبل فترة لكن على عكس إخوته هو يحتاج أن يسبح بثوب سباحة للأطفال الصغار و الذي يغطي بشرته كلها حتى لا يحترق جلده..
          حمله وولف أمامه ليتفقده في ثياب سباحة سوداء مزينة برسوم حيتان صغيرة..يمكن للمرء التخمين أن أرتورو هو من اختار له ثيابا بها رسمة حيتان وأسماك..آلاريك واقع في حب ثيابه لذا لا مانع لديه..
          ولأن وولف كان يحمل الصغير للأعلى كي يتفقده ..حرك المعني أقدامه في الهواء بابتسامة واسعة و سنين صغيرين جدا في لثته السفلية تمنحه ظرافة غير طبيعية..
          أعينه العسلية واسعة و رموشه السوداء مبللة مثل خصلاته ..
          " أعتقد أنني سأحتفظ بك لبعض الوقت ..ما رأيك أن نلعب سويا و نخبرهم أنك تأخرت في الحمام ؟.."
          همس وولف هذا لآلاريك كأنه يهمسه لشخص كبير ويفهم..
          كل ما تلقاه هو نفس البسمة الطفولية من ابنه يمنحه نظرة بريئة في وجهه الجميل..

.
          لكن خطة وولف في اختطاف ابنه لفترة أطول خربت حين رن هاتفه فجأة يدفع إبتسامته لتسقط ..
          اقترب من السرير يحمل هاتفه وفور رؤيته لهوية المتصل عادت ملامحه للجدية فورا و كذلك نبرته و أجاب :
          " أجل…"
          " كم سيستغرق الأمر بالضبط ؟…"
          " هل هو من أرسل لنا الملف ؟.."
          " حسنا سنقبل القضية..لا تتصرف بعد انتظرني…"
          " حوالي ساعة تقريبا .."
          هكذا أغلق وولف المكالمة و تنهد يعيد أعينه لآلاريك الذي كان يحاول عض فك وولف كالمعتاد..
          " انتهت عطلتي التي دامت أربع ساعات.."
          تمتم وولف بهذا وهو يقبل آلاريك من وجنته عدة مرات..الحقيقة هي أن عطلته حقا دامت أربع ساعات حتى وهو كان يفكر قضاء كل الوقت مع عائلته لكنه يعلم أن الإيسباسيو لم يكن سيتصل به لو لم يكن هناك شيء ضروري كتسلم ملف نبيل جديد يريدون وضعه في القفص..وهذه أمور لا تتم إلا بوجود وولف ولا يمكن أن يقوم بها أحد غيره لأنه هو من يراجع الحالات..
          خطته في احتكار آلاريك و العودة للمسبح معهم تخربت بالكامل لهذا اقترب من النافذة يطل عليهم في الأسفل..
          مرت سنة منذ عيشهم في منزلهم الجديد…منزل صممه مهندس إسباني عمره 65 سنة توقف عن العمل منذ سنوات يتقاعد بعد كل شهرته  وكان هذا آخر عمل له…اشتراه وولف فور أن تم عرضه للبيع بسبب موقعه في مكان مرتفع و محاط بأراضي اضطر ان يشتريها أيضا حتى يطوقها بالحماية و مستشعرات الحركة لمعرفة أي اختراق يمكن أن يحدث…عمل هو ونيكولاي على الأنظمة لأسابيع قبل توزيعها في المنطقة كليا..
          المنزل كان يملك إطلالة جميلة و مسبحا كبيرا عين وولف قربه حارسين فقط ليراقبوا المكان و يمنعوا أولاده من الإقتراب منه دون رقابة خشية أن يغرق أحدهم..
          غرفة نيكولاي في الطابق السفلي و غرفته هو ومارينا و الأطفال في الطابق الثاني…

          لكن ما جعل أرتورو و أديلينا يحبان المكان هو أنه مبني بالصخر من الداخل و بالتالي به الكثير من أماكن الإختباء ليلعبا فيه غميضة ..أماكن كالكهوف الصغيرة بين الجدران والفتحات في كل رواق وبين الغرف..حتى في الحديقة هناك الكثير من الأشجار و المقاعد ليلعبوا حولها..
          لمعت أعين وولف الزرقاء وهو ينظر للجميع من النافذة في المسبح..
          آلاريك كان يضع رأسه على كتف والده كأنه هو أيضا يراقب عائلته أسفلا ..
          نيكولاي سبح قبل ساعتين و الآن هو فقط يجلس أسفل المظلة وحاسوبه بين قدميه ..جانبه أرتورو متكور بمنشفته ويضع وجنته على ذراع نيكولاي ليراقبه يعمل..ابنه كان جد مهتم بعمل نيكولاي و يحاول دوما فهم ما يحدث بين الشاشات و صعود الأرقام و الرموز فيها ..لأول مرة بجده منبهرا بشيء عدا الحيتان و الفيزياء..كان مهتما بالإختراق و علم الحواسيب..قضى أشهر وهو يجلس قرب نيكولاي يراقبه يكتب و يضغط ومن حين لآخر يشرح له نيكولاي أمورا عديدة..
          يسرد له الإختراق على شكل حكاية..أنه حين يحاول أحد نزع درعك عليك أن تصنع له قنبلة أقوى من خاصته و تخترق درعه تدمر له مملكته بالكامل ثم تستغل ذلك الوقت لترميم مملكتك..يتحدث عن هجوم الفيروسات والإختراق الأمني بقصص تبدو جد مهمة لأرتورو و كل مرة تلمع أعينه لتعلم شيء جديد..
          استغرق الأمر دقيقتين فقط لتقع أديلينا في حب نيكولاي أول مرة التقته ..بسبب شكله وهذا متوقع..
          لكن استغرق الأمر ثلاثة أشهر من أرتورو ليشعر بالراحة حقا مع نيكولاي و يسمح له بلمسه و بجلوسه معه..
          الآن كان يراه وولف يضع وجنته يتكأ على نيكولاي الذي لم يمانع بأن أرتورو يبلل له قميصه بسبب شعره من السباحة هو فقط ظل جالسا ينجز أعماله و يهمس له بشيء من حين لآخر وهو يشير بإصبعه في الشاشة كما لو يعلمه حيلة ما..
          أديلينا على العكس تماما..

          كانت حين تدخل المسبح لا تخرج منه حتى تنام فيه ويحملونها للأعلى ..
          الآن كانت مع مارينا ..الاثنتان في المسبح تتكآن على حافته ..جسدهما في الماء لكن ذراعيهما في الخارج تستندان على الحافة فقط لأن أديلينا قررت أن طلي أظافرها أثناء السباحة هو فكرة ذكية جدا ..فعلتها وهي تتحدث مع مارينا كأنها تتحدث مع صديقتها ومارينا تسمع لها باهتمام كما ستسمع لشخص كبير …شعرها الأحمر مبلل بالكامل ويلمع مع الشمس و ثياب سباحتها أيضا كانت حمراء تناقض بياض بشرتها وتبدو كأنها حورية بحر تجعل ضربات قلبه سريعة و لمعة أعينه بينة..
          رقت أعين وولف لرؤية ذلك المظهر وهو يضع قبلة على وجنة آلاريك يهمس له :
          " هل أخبرتك أنني أحب أمك كثيرا ؟.."
          حين ظل يحدق به آلاريك جون فهم ابتسم وولف يقبله من شفاهه و يضيف :
          " أجل أعلم..لكن أبقِ الأمر بيني و بينك ..اتفقنا؟.."
          ابتسم آلاريك وهو لايفهم شيئا لهذا جوابه كان أن تمتم ب ' با..با..'
          ثم حاول عض فك وولف مجددا..
          وقتها ضحك قاضي العالم السفلي وهو يغادر من مكانه ينوي النزول للأسفل ليعيد ابنه الصغير للمسبح ثم يعود لتجهيز نفسه للمغادرة..