هل سمع أحد بمثل هذا الاسم الغريب ؟ (كأنني أكلت) !!
هذا هو إسم جامع صغير في منطقة "فاتح" في اسطنبول والاسم باللغة التركية "صانكي يدم" أي (كأنني أكلت) أو (افترض أنني أكلت)!!
ووراء هذا الاسم الغريب قصة غريبة طريفة ، وفيها عبرة كبيرة .. والقصة هي:
كان يعيش في منطقة "فاتح" شخص ورع اسمه "خير الدين كججي أفندي" ،
وكان صاحبنا هذا عندما يمشي في السوق ،
وتتوق نفسه لشراء فاكهة ، أو لحم ، أو حلوى ، يقول في نفسه : "صانكي يدم" "كأنني أكلت" ثم يضع ثمن تلك الفاكهة أو اللحم أو الحلوى في صندوق له ..
ومضت الأشهر والسنوات ،
وهو يكف نفسه عن كل لذائذ الأكل ، ويكتفي بما يقيم أوده فقط ، وكانت النقود تزداد في صندوقه شيئا فشيئا ،
حتى استطاع بهذا المبلغ الموفور القيام ببناء مسجد صغير في محلته ، ولما كان أهل المحلة يعرفون قصة هذا الشخص الورع الفقير ، وكيف استطاع أن يبني هذا المسجد ، أطلقوا على الجامع اسم "جامع صانكي يدم" !!
كم من المال سنجمع للفقراء والمحتاجين ،
وكم من المشاريع الإسلامية سنشيد في مجتمعنا وفي العالم ،
وكم من فقير سنسد جوعه وحاجته ،
وكم من القصور سنشيد في منازلنا في الجنة إن شاء الله ،
وكم من الحرام والشبهات سنتجنب لو أننا اتبعنا منهج ذلك الفقير الورع ،
وقلنا كلما دعتنا أنفسنا لشهوة زائدة على حاجتنا: (كانني أكلت)
هذا المسجد مجرد أربعة حوائط ومأذنتين ...و مع ذلك لم يترك المسلمون الصلاة فيه .. هذا المسجد الصغير ذو الحشائش الخضراء اكتظ بهم لدرجة أن بعضهم يصلي خارجه
مرت إمرأة بجانب رجل معاق ذهنيا وبيده عود يرسم به على الأرض
فشفق قلبها عليه وسألته: ماذا تفعل هنا ؟
قال: أرسم الجنة وأقسمها إلى أجزاء فابتسمت
وقالت له: هل يمكن أن آخذ قطعة منها ؟
وكم ثمنها ؟
نظر إليها وقال : نعم القطعه بعشرين ريالا
أعطت المرأة الرجل عشرين ريالا وبعض الطعام وذهبت
وفي ليلتها رأت في المنام أنها في الجنة
وفي الصباح قصت الرؤيا على زوجها وما جرى معها مع الرجل المعاق
فقام الزوج وذهب إلى الرجل ليشتري قطعة منه
وقال له : أريد أن أشتري قطعة من الجنة، كم ثمنها ؟
قال الرجل : لا أبيع
فتعجب الرجل وقال له: بالأمس بعت قطعة لزوجتي بعشرين ريالا
فقال الرجل المعاق : إن زوجتك لم تكن تطلب الجنة بالعشرين ريالا
بل كانت تجبر بخاطري
أما أنت فتطلب الجنة وحسب والجنة ليس لها ثمن محدد
لأن دخولها يمر عبر "جبر الخواطر"
العبرة:
اجبروا خواطر بعضكم بعضا فإنه من سار بين الناس جابرا للخواطر
أنقذه الله من جوف المخاطر