علي وگمرته، شاهين وريحانته… راحوا وهم ما مفارقين الحب، تركوا دنيا ما أنصفتهم، لكن الله كان أرحم من كل شيء."
"علي وگمرته، شاهين وريحانته… حبهم كان أقوى من الزمن، لكن الدنيا كانت أقسى من أن تجمعهم."
گمرة، بنية كلها فرحة، تحضّر لعرسها، تحلم بثوبها الأبيض، تحسب الأيام واللحظات حتى تصير بعهدة علي. لكن القدر كتب غير المكتوب، وانفجار غادر خطفها قبل ما تلبس فستانها، قبل ما تصير عروسة. علي، اللي ما تصوّر حياته بدونها، ظل أسبوع كامل روحه تسابق الأيام، ما تحمل الفقد، وكأن روحه بقت معلقة وية گمرته، لحقها، واستشهد.
أما شاهين، فرحان بيوم خطبته، يحلم بلحظة تجمعه بريحانته، لكن دربه للفرح انقلب درب للشهادة، راح حتى يلتحق، لكن الموت كان أسرع، فسبق الحلم وگطع الوعد قبل ما يتم. ريحانة، قلبها ما تحمل، عقلها تاه، جنّت من صدمة فقدانه، خاصة وهي تحمل بطفلهم، آخر ذكرى تبقت لها من شاهين. الشماغ، شماغه الوحيد، كان هو الشيء الوحيد اللي يربطها بيه، تشمه، تحضنه، تبچي عليه كل ليلة، وكأنه هو اللي باقي بحضنها بدل شاهين. لكن حتى الذكرى ما بقت، الشماغ احترق قدام عيونها، حاولت تطفي النار، بس النار ما رحمتها، وأخذتها وياها، لتلتحق بشاهين، وتبقى روحها تدور عليه مثل ما ظلت أيام تدور على وجهه بين الجموع.
وراءهم، بقى طفل صغير، يتيم، بلا أم تمسح دمعته، ولا أب يشيله بحضنه. راحوا وما خلوا غير جرح بالأيام، وذكرى حب انولد بالحياة، وكمل بالآخرة.
@ user46278752 قصتهم تكسر القلب، بس بيها جانب مطمئن… مو كل فراق يعني ضياع، مرات يكون وعد بلقاء أجمل، بعيد عن هالدنيا وظلمها. صحيح وجع الفقد ما يطيب، بس فكرة إنهم التقوا هناك، بعيد عن الألم والموت، تعطي نوع من العزاء. الله جمعهم بعد ما اختبر صبرهم، وخلى طفلهم يلقى حضن دافي عند غيث وناي. الحب الحقيقي ما يضيع، حتى لو الدنيا فرّقتهم، الآخرة كانت وعدهم الحقيقي.
مو قصة انتهت، بل حكاية كملت بطريقة ثانية… بحياة ثانية، بدون خوف ولا فراق.
أتحـبني؟
أمسك بيدي وقُـل لـي تعالي لنصلّي
قُل لّـي هذا حرام وهذا حلال
أعطني مصحفاً ودعنا نقرأ سوياً
أيقظني من نومي وقُل لي: لا تفوتك الصلاة
ساعدني على الخير
كلمني عن الجنة
اوصني كيف اعمل للآخرة
والاهم؛ اذكر اسمي ولو في اخر دعائك
أن كُنتَ تحبني؟
خذني معك الى الجنة
وماذا عن شعور حب الحرام في البدايات والنهايات
ــالبدايات
أحببتُكَ حباً لا يشوبهُ ظنُّ،
فلا تخذلِ القلبَ الذي بكَ يَسْكنُ.
إذا لم تكنْ في العهدِ صادقَ وعدِهِ،
فأيُّ هوى يبقى؟ وأيُّ فؤادٍ يأمنُ؟
الحبُّ ليسَ كلمةً تُلقى بلا وزنٍ،
بل قلبٌ يُؤمنُ، لا يخافُ ولا يَخونُ
ــــ
النهايات
الحُبَّ كلَّهُ… لا أُريدُ بقاياهُ،
ولا تُبقِ لي حلماً، فقد مُتُّ في مأواهُ.
أمِنْ قلبِي صنعتَ خنجراً يجرحُني؟
وكيفَ استطعتَ الغدرَ، كيفَ رضيتَ دماهُ؟
سأُطفِئُ في صدري ذكراكَ يا كاذباً،
وأمحو خطايا العُمرِ… لا جُرحَ يبقاهُ!
"لهذا السبب لا تحبّوا في الحرام، فالحلالُ وحدهُ يمنحُ الأمان، أما الحرامُ فيبني قصورًا من الوهم، تنهارُ عند أولِ اختبار."