user62506833

"ليلة الجريمة"
          	
          	نظرت إلى الجسد الملقى أمامها بذعر، وقد تجمدت أطرافها من هول الصدمة، حتى خيل إليها أن أنفاسها تتلاشى تدريجيًا، فيما ازداد شحوب ملامحها فوق شحوبها المعتاد.
          	
          	-قتلتيه ليه؟
          	
          	رفعت رأسها بذهول، تطالعه بعينين جاحظتين، وقد اجتاحها انهيار تام، راحت تحرك رأسها يمينًا ويسارًا في نفي مذعور، فيما خرجت كلماتها متشابكة، مرتجفة، كأنها تخشى ألا يصدقها أحد:
          	
          	-ماقتلتوش، والنعمة ما قتلته، ماقتلتوش، صدقني ماقتلتوش.
          	_________________ 
          	https://hakawina.net/450/?utm_source=facebook&utm_medium=social&utm_content=A+stab+in+the+shadows

secretpen22

أدخل مفاتيحه بالباب و على وجهه المُرهق ابتسامة واهنة ظهرت على محياه بعد دخوله لمنزله الهادئ الدافئ ، وضع بضع أكياس بلاستيكية على الطاولة و هو يبحث بعينيه عنها ، تلك الشقية بالتأكيد تختبئ منه أو تفعل أحد مقالبها الذي بات معتاداً عليها .
          
          بحث عنها بالمطبخ و أمام التلفزيون و دخل إلى غرفة النوم ، كل ذلك بترقب و هدوء تام .
          
          وجدها جالسة على الجانب الاخر من الفراش المطل على النافذة معطية إياه ظهرها مرتدية منامة أنثوية بنصف أكمام لم يظهر طولها بعد ، تاركة خصلاتها السوداء المموجة تمويجاً خفيفاً تتأرجح بعشوائية خفيفة مهلكة لقلبه .
          
          ناظرها قليلاً بتأمل فور دلوفة ، ثم ردد أثناء تحركه لها :_
          " آيه يا ريم آجي و لا هلاقي ضرب نار اشتغل تحت رجلي " 
          
          فُزعت من صوته ، فيبدو و كأنها لم تكن تشعر به غارقةً في عالمها ، نظرت له بعيونها السوداء المغرورقة بالدموع ، و وجها الشاحب و شفتاها المرتجفة ، و غرتها الملتصقة بجبينها المتعرق ، فصُدم من مظهرها و اقترب منها سريعاً 
                      " آيه يا حبيبي مالك ، آيه اللي حصل " 
          
          و لم يقابله سوى الصمت ، فكل ما فعله هو تقريبها منه آخذاً رأسها على صدره محركاً يده على خصلاتها ، مربتاً باليد الأخرى على ظهرها قائلاً :_ 
          " طمنيني طيب مالك ....تعبانة طيب في حاجة وجعاكي.... يا حبيبي متقلقنيش عليكي كدة " 
          
          لم يكن يقابله بعد كل جملة سوى الصمت ، حتى و أخيراً نطقت بصوت مخنوق مُتعب:_ 
          " مش تعبانة أنا كويسة بس سيبني أنام في حضنك ، ممكن ؟" 
          لم يجيبها ، بل ازدادت ضمته لها . و أخذت هي تُمرغ وجهها بين حنايا صدره كالقطط ، حتى سكنت لبعض الوقت ، و شعر برأسها باتت ثقيلة على صدره ، فأدرك بأنها نامت ، فأمسكها برفق واضعاً إياها على فراشها الوثير رافعاً خصلاتها السوداء على وسادتها البيضاء ، ثم جذب غطاء خفيف وضعه عليها بعدما وجدها تنكمش في وضع الجنين ، ثم أزال دموعها المتبقية و قبَّل جبينها جاذباً رائحتها بقوة لداخله مخرجاً تنهيدة قوية بعد أن أخذ هاتفها الذي خبئته فور وصوله و بالطبع لم يخفَ عليه ذلك . 
          
          
          ☆ تتوقعوا خبِت تليفونها ليه لما دخل  ؟    
          
                      ☆و يا ترى هي دلوقتي في الدوامة البيضة و 
                      و لا النار المشتعلة و لا لسة بتتفرج على
                          التليفزيون ؟ 
          
                                                دِمتم لقلبي ملاذ الفِرار ♥️