لكنها فوجئت به يسحب المقعد المجاور لها ويجلس بثقة لا تخلو من دفءٍ خفي، ثم قال بنبرته الرخيمة التي تحمل شيئًا من اللوم:
-لسه بردو مفكرتيش؟
ارتفع بصرها إليه بحدة وتحولت عيناها من بريق الانكسار إلى وهج التحدي وكأنها استجمعت كل ما بقي من قوتها لمواجهته:
-أفكر في إيه؟!
خفض رأسه قليلًا قبل أن يبتسم ابتسامةً ساخرة كمَن يعرف الجواب مسبقًا ثم قال بهدوء يشي بعناد:
-هو أنتي بتحبي يا أريج تسمعي كل مرة مني وأنا بقولك عايز اتقدملك عشان...
قاطعته أريج بحدة وقد اشتعلت نبرتها بنيران الخذلان والغضب المكتوم:
-لا مابحبش، وأسمي بشمهندسة أريج، فـ لو سمحت يا أستاذ عز ما ترفعش الألقاب تاني ما بينا، وبعدين أظن أن مفيش رد عليك، يبقى أنا....
وقف عز فجأة بجسده العريض وطوله الفارع، يقطع كلماتها دون استئذان ثم رسم على شفتيه ابتسامة مقتضبة تخفي غضبًا كامنًا:
-يبقى شكلك متضايقة ومينفعش تتكلمي في حاجة زي دي يا....يا بشمهندسة، أسيبك تهدي وتفكري تاني في طلبي.
رفعت أريج نظرها نحوه والغضب يشتعل في ملامحها كجمرٍ يتوهج تحت رمادٍ خادع، ثم قالت بنبرةٍ متماسكة رغم رعشة روحها:
-لا مش هفكر في طلبك يا عز، ولو سمحت متقوليش تاني عشان مبطلش آجي الكافية بتاعك تاني.
انحنى عز بجذعه للأمام واستند بكفيه إلى الطاولة أمامها ثم قال بصوتٍ هادئٍ على نحوٍ صادم، صوته يشبه مَن يُلقي بالحقيقة لا ليعتذر بل ليثبتها:
-تيجي أو ماتجيش مش ده اللي هيمنعني من حاجة عايزاه، وبعدين انتي بتيجي هنا عشان بتلاقي راحتك وهدوئك، فصعب تلاقي مكان زي ده وتكوني قاعدة مرتاحة فيه، وواثقة إن مفيش حد هيتعرضلك.
انكمشت ملامحها بضيقٍ شديد وهي ترد بحدةٍ مكبوتة:
-ما أنت بتتعرضلي اهو إيه الفرق؟!
ابتسم عز ابتسامة خفيفة أقرب إلى ابتسامة رجلٍ يعرف حجته ثم قال بثبات:
-الفرق إن مش بعاكس ولا واحد فاضي مثلاً وقاعد بسلي وقتي، أنا راجل وداخل جد ومستني موافقتك عشان اتقدم رسمي...
______________
قصة جديدة وابطال جداد كتبتها ليكم لو حابين تقروها هسيب ليكم اللينك في أول كومنت وهستنى رأيكم يا قمراتي ♥️♥️
https://hakawina.net/520/?utm_source=Facebook&utm_medium=Post&utm_campaign=gateofhope