user60082988
Link to CommentCode of ConductWattpad Safety Portal
العنوان: في حضن الذئب
الجزء الأول: نظرات ما تنساهاش عيني...
كنت دايمًا نقول روحي محظوظة، تزوجت راجل محترم، نعيش معاه في دار كبيرة، معاه وناسُه. كنت نحاول نكون كنّة مليحة، نعاون، نضحك، ونرضي ربي وخلقه، حتى وإن الزواج جا بسرعة، قلت الوقت كفيل يخلق الودّ.
أب زوجي "رابح" كان راجل كبير، هيبتُه تسكت، نبرتُه قاسية، وعينيه... عينيه جامدة ما تقرا فيهم والو. كي دخلت للدار أول مرة، ما عجبنيش الجو، حسيت برودة، مش من الناس، منو هو... لكني تجاهلت.
نهار كنت نحضر فالفطور، دخل هو، سلّم، وقلّي بصوت غريب: "صباح النور يا وردة الدار".
ضحكت بارتباك، وما جاوبتش، خفت نكون فهمت غلط.
لكن مع الأيام، النظرات ولاّت تطول، كلامه بدا يتغيّر، يقعد يحكي على الجمال، على العرائس، ويزيد يرمي كلام مبهم. مرة قالّي: "راكي صغيرة وباهية... باين راجلك مرتاح معاك". كلامه يبرد الدم.
مرة كنت ننشر فالحوايج فوق السطح، حسيت بيه واقف ورايا، ما سمعتش خطواتُه. قرب مني، وقال: "آه يا كنّتي... الريحة الزينة تطلع لفوق". قلبي وقف، شحال تمنيت الأرض تتشقق ونغيب فيها.
الليلة ذيك، بكيت بلا دموع. ما قدرت نحكي لراجلي، وما قدرت نواجه "رابح". حسيت روحي محصورة في قفص، بين نار السكوت وعار البوح.
لكنّي كنت نحس... نحس باللي هذا ما كانش غير نظرات ولا كلمات، كان شي أعمق، شي يخوف... وكأني كنت نسمع صوت داخلي يقول: "راكي في خطر، يا بنت".