كن أنت !!!
كن أنت بإيمانك وأخلاقك ومالك أملاً لغيرك؛ فبالمال تَستطيع أن ترسم بسمة أمل وتُسهم في شفاء مريض وتفريج كربه، وإعانة ضعيف ولمِّ شتات أسرته، وبالخلُقِ النَّبيل الراقي كذلك، ولنا في سيد الخَلق وحبيب الحق الأسوة الحسنة في الأمل والتفاؤل وعمله الصالح في إدخال السرور والأمل على الآخرين، وكل ما يُسعد في الدارين؛ ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، فكيف ييئسنَّ مَن يعبد الرحمن الرحيم؟ وكيف ييئس من يعبد اللطيف الكبير العزيز الناصر القهار السميع المجيب، ومن له ما لا يُحصى مِن أسمائه الحسنى وصفاته الفضلى؟ فأنت مع الذي يُجيب المضطرَّ إذا دعاه، فلا تُغلق أبوابه، وهو القائل - جل في علاه -: ﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 123]، فإنَّ الأمر كله راجع إليه؛ أمر الغيب، وأمر السموات والأرض، وأمر الحياة، وأمرك كله من دون استِثناء، فاعبده وتوكل عليه، كما قال؛ فهو على كل شيء قدير، وكن متفائلاً مؤملاً واثقًا بمولاك.