Sthbgirls1

وَلَكِنِّي، كُنتُ مُختَلِفًا مَعَك.
          هٰذَا مَا لاحَظُهُ الجَمِيعُ بِي.
          كَانَتِ ابْتِسَامَتِي مُختَلِفَةً، 
          كَانَ حَدِيثِي
          مُختَلِفًا، كُلُّ شَيْءٍ بِي...
           لَا يُشْبِهُنِي بِالحَقِيقَة.
          كُنتُ أَبْدُو كَشَخْصٍ عَادَ لِلحَيَاة
          مِن جَدِيد،
          بِلَا ذَنبٍ، وَلَا أَثْقَال، 
          كَشَخْصٍ خَالٍ مِن كُلِّ شَيْء،
          وَمُمْتَلِئٍ بِكَ وَحْدَك!

Sthbgirls1

مِنْ بَعْدِكِ وَالْهَوَى مُتَوَاريٌ  
          وَالْشَوْقُ يَالْحَبِيبَةِ فِي الْفُؤَادِ عَظِيمٌ  
          عُودِي إِلَى الدِّيارِ، دِيَارِ الْكُنَّانِ  
          فَالْجَسَدُ عَلِيلٌ وَالسُّقْمُ عَنيدٌ
          عُودِي وَاشْفِي بَعْضَ جِرَاحِي  
          فَأَنَّ رُؤْيَتُكِ لِلْسَّقَامِ تُطِيبُ  
          عُودِي وَاعِيدِي لِي فَكْرِي  
          فَالْعَقْلُ مِنْ كَثْرِ الْهَوَى لَا يَسْتَجِيبُ️

Sthbgirls1

فَإِذا نَظَرتُ إِلَيها هانَت عَليَّ مَتاعِبُ الدُّنيا، وَإِذا سَمِعتُ صَوتَها تَساقَطَت هُمومي كَأَوراقِ خَريفٍ بالٍ. أُحِبُّها، فَهِيَ مَلاذُ الرّوحِ وَسَكينَةُ النَّفسِ، وَمَن دونَها صَحراءٌ قاحِلَةٌ لا وَردَ فيها وَلا غُصنَ. أُحِبُّها، وَمَن ذا يَملِكُ أَن يُبعِدَ القَلبَ عَن مَهوَاهُ؟

Sthbgirls1

تَبْتَسِمُ فَيُشْرِقُ الْكَوْنُ مُبْتَهِجًا
          وَتُسَرُّ الرُّوحُ مِنْ سَنَا الإِشْرَاقِ
          وَتَنْثَنِي فِي ثَنَايا الرُّوحِ فَرَحَتُهَا
          وَتَنْجَلِي فِي مُحْيَايَ وَالْمَآقِي
          أَيَّا بَسْمَةً مِنْ ثَغْرِهَا قَدْ خَرَجَتْ
          وَأَصَابَتْ قَلْبًا مِنْ فِعْلِهَا خَفَّاقِ
          سَكَنَتْ بَسْمَتُهَا الرُّوحُ وَلَمْ تَزَلْ
          فِي الرُّوحِ حَتَّى سَكَّنْتُهَا أَعْمَاقِي
          أَبْحَرْتُ فِي حُسْنِهَا الْبَهِيِّ وَإِنْ
          غَرِقْتُ فَقَدْ طَابَ الْيَوْمَ إِغْرَاقِي
          رَبَّاهُ فَاجْعَلْ بَسْمَةَ ثَغْرِهَا دَائِمَةً
          كَيْ تَدُومَ فَرَحَتِي حَتَّى يَوْمِ التَلَاقِ .

Sthbgirls1

يَا أَبَاهَا لَوْ تَعْلَمُ مَا فِي دَاخِلِي
          مِنْ حُبِّهَا فُؤَادِي بَاتَ مُعَذَّبُ
          كَأَنِّي بِهَا فِي قَسَمَاتِكَ تَبْدُو
          وَفِي نَبَرَاتِكَ، فِي طَيْفِهَا الْمُحْتَجِبُ
          أَيَا لَيْتَكَ تَعْلَمْ بِمَا فِي قَلْبِي
          فَـ فِيهِ دَاءٌ مَا لَهُ مُسْتَطَبُ
          كَتَمْتُ هَوَاهَا فِي قَلْبِي سِنِينًَا
          وَلَكِنَّهُ فِي الْمَآقِي دَوْمًا يَدِبُّ
          فِي كُلِّ شَيْءٍ صِرْتُ أَرَى طَيْفَهَا
          أَرَاهُ فِي خَيَالَاتِي، فِي أَسْطُرِ الْكُتُبُ
          فَيَا لَيْتَ شِعْرِي يَلْمِسُ فُؤَادَهَا
          لَعَلَّهَا تُحِسُّ بِفُؤَادِي الْمُعَذَّبُ
          وَكَمْ مِنْ كَلَامٍ فِي فُؤَادِي جَمَعْتُهُ
          وَلَكِنَّهُ ضَاعَ بِنَبْضِي الْمُتْعَبُ
          أَأَكْتُمُ وُجْدِي أَمْ أَبُوحُ بِحُبِّهَا؟
          فَفِي الْكَتْمِ نَارٌ، وَالْبَوْحُ مُرْهِبُ.

Sthbgirls1

أُحِبُّهَا… لَا كَمَنْ يَخْتَارُ، بَل كَمَنْ يُبْتَلَى.
          أُحِبُّهَا بِقَدْرِ مَا يَجْهَلُهَا قَلْبِي وَيَفْهَمُهَا فِي نَفْسِ الوَقْتِ.
          وُجُودُهَا فِي حَيَاتِي لَيْسَ وَاقِعًا… بَل مِثْلَ النَّفَسِ: لَا أَرَاهُ، وَلَكِنِّي أَفْقِدُنِي دُونَهُ.
          كَأَنَّهَا مَاءُ رُوحِي، وَأَنَا تُرَابٌ يَحْتَاجُهَا لِيَكُونَ طِينًا حَيًّا.
          فِي نَظْرَتِهَا، يَتَلَاشَى ضَوْءُ العَالَم، وَيَبْقَى فَقَط نُورٌ يُشْبِهُ السُّجُودَ.
          أُحِبُّهَا، لَا لِجَمَالٍ فِيهَا  وَهِيَ جَمِيلَةٌ 
          وَلَكِنْ لِأَنَّهَا تَسْكُنُنِي كَمَا تَسْكُنُ الدُّعَاءَاتُ صُدُورَ العَابِدِينَ… لَا تُرَى، وَلَا تَمُوت.
          وَكُلَّمَا غَابَتْ، كَانَ غِيَابُهَا نَفْيًا لِلزَّمَنِ… كَأَنَّ الوَقْتَ لَا يَجْرِي إِلَّا إِذَا كَانَتْ فِيهِ.
          وَكُلَّمَا عَادَتْ، عُدْتُ أَنَا… إِلَيَّ.