أنا الزبرجدُ المترامِي على شطِّ السراب، أنا سرُّ النورِ الذي يتشظَّى في مدى الغروب، كأنِّي لجَّةٌ تتكسَّرُ في أحضانِ الهواء، أو جناحُ بجعٍ أضاعَ بياضَه في سوادِ البحر.
هل رأيتَ حين تمورُ النجومُ في زَبَدِ الأفق؟ هل لاحَ لك في أحشاءِ الليلِ نبضٌ كان يختنقُ في صمتِه؟ ذاكَ أنا، ومائي الذي لا يحتضِنُ إلا خيوطَ الريح، وصوتي الذي يُناجي الأمواجَ ولا تردُّ عليه إلا أشباحُ الجواب.
يا قارئَ أحرفي على ظهرِ الغرق، أنا وجدٌ تتلاعبُ به الرياح، أنا بحرٌ كتمتْه الدنيا كما تكتمُ النفوسُ صريخَ الأشواق. فاقرأني إن استطعتَ، أو اُتركني أسكنُ سرَّ القصيدِ، حيثُ لا يُجاورني إلا السراب.
- JoinedJune 6, 2023
Sign up to join the largest storytelling community
or