الوقوف لمواجهة العالم في الصباح، أمرٌ شاق للغاية، وأنا ضعيف وهشّ وخفيف ڪ جناح بعوض لا أقوى على شيء فقدت القوة والإتزان فقدت الثبات والعزيمة متّ أنا في اللحظة ذاتها اللتي ماتت بها أحلامي، لم أعد أقيم حفلات لعيد ميلادي، لأني لم أعد أملڪ المزيد من الأمنيات لأتمناها في يوم ذڪرى مولدي، انا واضح تماماً لا أحتاج لمصطلحات أدبية ڪأدب البياتي والمتنبي، ولا أحتاج لأسلوب نيتشه وڪانط الجريء، لا ألتجئء لأسلوب دوستويڤسڪي العميق في وصف الألم، لست بحاجة لبؤس ڪافڪا وبيسوا، لستُ بحاجة لعدمية سيوران ولا فلسفة بيڪيت، إني شفّاف تماماً ڪما ذڪرَ لي إحداّ أنا أمرّ من أمامڪم ڪشفاف لا يُرى لڪنه واضح في الوقته ذاته، لقد تعبت فعلاً من ڪل شيء ومنّي قبل أي شيء، أريد أن استسلم لنفسي، هذه المقاومات آڪلت لحمي وعظامي، أنهشت جسدي واصفّر جلدي، حتى يداي أصبحت مُنڪمشة ولا أعرف ڪيف أُبسطهما، خشنةً وجافة ما إن يلمسها شخص حتى اراه يستنفر خشونتها، عيناي يڪادُ يبقى بهما ذلڪ السائل المسمى بالدموع اللعنة متى تجفّ هذه أيضاً، سئمت التفڪير بلا جدوى، والأفڪار ليس لها مأوى في رأسي تمرّ من أمام عينيّ أحاول التقاطها فأراها تطير بعيداً أو بالأصح تهرب وقتما ترى أن هذا الرأس مريض ولا يُناسب عظمتها لتلجأ إليه، عظام يدي من الداخل تنهشني حيث الألم، لا يمكنني المواصلة، وداعاً." #الشافعي...