كنت أنظف رسائل الإيميل القديمة واحزروا ماذا وجدت؟ أجل رسالة قبول من الربيع العربي الثقافي مضى عليها سنتين، لا أعرف ما إذا كان علي الضحك أو البكاء فقد كنت أتطلع لها بكل صدق في مرحلة من حياتي، يبدو أن طرقنا لم يكتب لها التقاطع في ذلك الوقت وكان درسا مهما في الانتباه ولملمة خيوط حياتي :)
الواتباد فريقين ناو اللي عمره ما فتح قاموس لغة ولا قرأ فيها حرفا واللي ضاع في القاموس ومعرفش يركب كلمتين على بعض فالأول يحرق أعصابك بأخطائه والثاني يعيل صبرك بكركبة نصه، وهما في ركاكة السرد سيان وعلى رداءة النص لا يختلفان غير أن الثاني قد اتخذ من اللغة مكياجا رخيصا يواري به -في ظنه- عورة إملائه وشح بلاغته!
إنه لقذى للعين عندما تقرأ نصا طويلا مبهرجا لا يغني ولا يسمن تدور مفرداته كلها في حقل زيادة كلمات الفصل وابهار أغرار سذج ببديع لفظه وزخرفة نصه وانعقاد لسانه! رُب نصّ قصير فصيح أوجز وأبلغ خير من ألف كلمة مما يكتبون!
حبّا في اللّه، لا تزخرفوا النص على حساب السرد واللغة، إذا لم تعرف كيف تكتب الكلمة أو محل إعرابها لا تكتبها! لا حاجة لك بنصوص كريمة لتكون قصتك جيدة، العبرة ليس في اللفظ ذاته بل في وضوح المعنى وتجلي المغزى، حسبك أن تكون حروفك خفيفة الوزن سلسلة مترابطة!
الواتباد هو من سيعلمك أن الكم لا يعني الكيف وأن رب رواية باعجاب واحد خير من رواية بملايين القراء ومئات آلاف الاعجابات بمحتوى رديء فاجر وسرد ركيك ولغة مكسورة
أساليب السرد ركيكة للغاية، ولكن رواياتهم طويلة جدا محشوة بالاحداث والأفكار، أشعر أن الكاتب يتخبط بين أمواج أفكاره وسوء أسلوبه ولكنه يستمر ليخرج لنا بتلك اللوحة المشوهة التي يغريك وصفها ولكنك تصدم من طريقة عرضها، قليل منهم من يتحسن وأغلبهم لا يتعلمون، يتلقون الثناء المفرط من أقرانهم او من أطفال مولعين بهذا العالم الخيالي فلا يبذلون اي جهد في محاولة التحسن أبدا أو حتى تصحيح اخطائهم الإملائية بل إن الغرور قد يأخذ ببعضهم مأخذه حتى يظن أنه عملاق في الكاتبة وهو بين جدران برتقالية مازال يصارع قواعد اللغة والتي حتما ستصرعه، كم من كتاب وسلسلة روائية طويلة تركتها أسفا وحسرة لهشاشة الأسلوب ما يعجز التغافل عنه، الأحداث مشوقة والأحاديث مسلية وترابط الشخصيات محكم وإن كانت تركيبتها مخلخلة، ثم يهزمك الأسلوب الركيك والمحادثات العشوائية والوصف الرخيص والتكرار المقيت والأخطاء الفادحة والرومانسية الساقطة.
#حلطمة