@sewar_al
اعذريني على طول ثرثرتي و كلامي الذي تشعب حتى حاد عما يفترض يه أن يكون، أعلم يقينا أن الأمر لا يستحق كلّ هذا التفكير إنّها آفة أن يفرط المرء في تقدير الأشياء.
اعتبريها هذيان شخص شبه مستيقظ xD
@sewar_al
الكتابة بالنسبة لي هي آلية أصبّ فيها مشاعري و أنظم بها شتات أفكاري، حتّى أنني أخصص لها دفاتر و تطبيقات خاصة، لكن كلماتي على مايبدو تأبى أن تكون حبيسة رقعة معينة، فتتبعثر هنا و هناك، لكن الأمور بخير مادمتُ الوحيدة التي تطلع عليها، لذا حين أجدني أكتب هنا مع احتمالية ضئيلة أن تقرأها أعين أخرى يغدو الأمر.. لا أعلم غريبا ربما؟ فيتولدّ السّؤال الذي لا ينفك يلاحقني "ما الجدوى من هذا؟" ،إذ غالبا ترتبط علاقتي مع الآخر باكتساب أو تقديم المنفعة أو حتى إضفاء شيء من السرور على يومه، لا سكب أفكاري عليه - التي لن تكون نافعة بالضرورة بل قد تحمل شيئا من البؤس أو حتى قد يشوبها شيء من الزلل و الخطأ-
حين وصفت الأمر بأنني لا أنتمي هنا، ربما قصدت بشكل أكبر الكلام الذي أكتبه، إذ جزء منّي يؤمن أنّ كلماتي مرتعها أن تدون على جهازي أو صفحات مذكرتي بحيث أبصرها أنا فقط..
أشكركِ على اهتمامكِ سوار، و إن لوقعِ كلماتكِ دوما شعور سار مبهج في قلبي♡
@ wisteria0x إن شعرتِ أن كلماتكِ لاتنتمي الى هنا، تذكّري أنني أدخل عن قصد لأعيد قرائتها في وقت فراغي، وأبكي وكأنني أقرأها في كل مرة حين أحاول تخيّل شعورهم، ومهما حاولت لن أستطيع ذلك، فما بيدي غير الدعاء لهم، وكلماتكِ هي نافذة من خلالها أتذكرهم، فلا تدعي هذا التفكير يحبطكِ ولاتحرميني من إبداعكِ ♡
@wisteria0x
لم يقسم الدكتور أبو صفية على شيء من هذا، لم يكن ليعيبه أن يمضي منذ أول يوم بعد أداء واجبه، أو بعد فقد أحبابه، أو بعد توديع رفاقه، أو بعد تشتت أهله، أو بعد فقد ولده، أو بعد قصف مستشفاه، أو بعد قنص مرضاه، أو بعد موت جرحاه، أو بعد إصابته هو، أو بعد أي مرحلة من مراحل التصعيد بحقه، مستهدفين همته وعزمه ومروءته، لم يكن ليعيبه أي انصراف أو مغادرة، ويكفي أهل غزة البقاء فيها وحسب، ونقطة، ولكنه كان أكبر من حجمه الذي نراه بكثير، لا جبلا يحمي ولا جملا يحمل، وإنما إنسان كبير، بكل ما للإنسان من معنى، وبكل ما للكبَر من معنى، ليضع قسما جديد في الطب، وقسما جديدا للأطباء، تتوحد فيه الكسرة والفتحة والسكون في حركة واحدة، وتحت اسم واحد، اسمه “قسم أبو صفية”.
@wisteria0x حين أراد أبقراط وضع قواعد تأسيسية في الطب، وخلدّ الأطباء من بعده قسمًا يحمل اسمه، ليكون بمثابة ميثاق يقدس أخلاقيات المهنة إلى أن صار عرفًا يكاد الطبيب لا يتخرج من دون القسم عليه- لم يكن في بال أبقراط نفسه ولا في بال الذين خلدوا اسمه من بعده، أن مهمةً من مهامهم، وخلقا من أخلاقهم، سيكون مواجهة الدبابات والجنود المدججين بالسلاح وطائرات الكواد كابتر وبراميل المتفجرات وغدرة القناصة بالمعطف الأبيض، أو حماية مرضاهم من جراحهم النازفة، وجراح أمتهم، معًا، أو الصمود على جوع وعطش وفقد وحصار داخل مستشفى يحترق يوما بعد يوم، ويتآكل من الجدران والإنسان، فتتهاوى بناياته حجرا حجرا، ويقتل سكانه واحدا تلو الآخر، بغض النظر عن لون المعطف الذي يرتدونه، من صوف، أو نايلون، أو قماش أبيض، فالكفن لا يفرق بين هذا وذاك، إن وجد الكفن، وخبر الموت لا يميّز في صيغته بين اثنين قتلهما الاحتلال في مستشفى.
أي: لن تجد من دون ربك، ملجأ تلجأ إليه، ولا معاذا تعوذ به، فإذا تعين أنه وحده الملجأ في كل الأمور، تعين أن يكون هو المألوه المرغوب إليه، في السراء والضراء، المفتقر إليه في جميع الأحوال، المسئول في جميع المطالب.
-تفسير السّعدي
في كلّ مرّة أحدق فيها إلى السّقف، أو أتأمل تفاصيل البيت أتذكّر ذاك المُسِن و هو يقول بصوت مهتز منكسر،مبتلعا دموعه:" أنا أربعين سنة بشتغل عشان أبَنِّي الدار هاذي،راحت!، فداها..فدا فلسطين..كلها، كلها فداها، بدها مهر غالي.. وصامدين".
بعض الأحيان عندما أجتمع مع أفراد أسرتي على طاولة الطّعام ترن في عقلي صرخات الأم المكلومة و هي تناشد العالم: " بكفي يا عالم، بكفي ظلم، احنا ناس غلابة، الأولاد ماتوا بدون ما ياكلو!".
أتذكر:"يوسف ٧ سنين أبيضاني حلو و شعره كيرلي"، و صوت هند المرتجف و هي تطلب النّجدة لترتقي بعدها إلى الرفيق الأعلى بعد سبع ساعات من الحصار، أتذكر آدم ذو الخمس سنوات و هو يصف كيف أعدم الإحتلال والدته الحامل ووالده على مرأى من عينيه، أتذكر شهقات محمد و دموعه الغزيرة محتضنا حذاء والده يتلمس فيه عبق ذكراه الأخيرة، أتذكر محمود النّخالة المهندس، الشاب الذي بلغ طموحه و تفوقه عنان الآفاق، اِرتقى بعدما أتمّ عامه العشرين بأيّام قليلة...
الكثير من المشاهد نُقشت على جدران ذاكرتي و العديد من الأصوات يرنو صداها في أرجاء مخيلتي و لا تنفك تذكّرني بماهية الدّنيا و صِبغتها الحقّة حينما تطمئن لها نفسي ولو قليلا..