"الأرض شديدة الجمال، فخورة بأبنائها البشر الذين شيدوا فيها المباني، و صنعوا بها الممالك أعظمها، و لكنها تشعر بالوحدة، فهؤلاء الأبناء تملكهم الغرور، و لم يعودوا يقدرونها و يحبونها كما كانوا،
الأرض باتت تشعر بالخوف ليلا، فما من ضوء ينير العتمة، و يظهر لها أن لا داع للخوف
لكن الأمر إختلف في أحد الأيام، حيث طلع في السماء بدر منير و خاطبها قائلا، أنا القمر، سمعت بما تعانينه من وحدة و خوف فجئت لأؤنسكي و أنير عتمة الليل من أجلكي
تأملت بهاءه و إبتسمت تظهر له مدى فرحها بقدومه، و منذ طلوعه كانا يتحدثان دون توقف فالحديث شيق دوما، و قد صارا أعز الاصدقاء
القمر يمدح الأرض و يبدي اعجابه بحلتها في فصولها الأربعة، و يمدح أيضا إبداع أبناءها في تشييد بنيانها
بينما تبدي الأرض إعجابها به و بضياءه و بالنجوم، أبناء القمر اللطفاء و الذين لا يبارحون جانبه عكس أبنائها المغرورين
كلاهما كانا مكتملين في نظر بعضهما و لكن أيا منهما لم ينظر لنفسه بإعجاب"