x_ill_
هل تذكريني؟
في ليلةٍ يملؤها السواد، حيث العتمة تسد الأفق، لم يكن هناك سوى ظلامٌ يبتلع الغرفة... يبتلعني معه. كنتُ وحيدًا إلا من هاجسٍ قديم، يعيدني إلى نقطة البداية...
يعيدني إلى حلمٍ لم يكتمل، إلى صوتٍ كنتُ أسمعه ذات يوم، إلى رائحةِ عطرٍ سكنت أنفاسي.
شعورٌ غريب تسلّل إلى قلبي، كطيفٍ راحلٍ لم يودّع، كـنبضٍ ظلّ يُردّد اسمك رغم المسافات. كان الحنين يملأ الأرجاء، حنينُ الحضنِ الدافئ الذي كان يومًا موطني، قبل أن ترحلي بلا عودة.
أتى طيفُكِ فجأة...
وكأنّ نسمة الليل حملتني إليكِ، كما كنتِ دائمًا...
بعيدةٌ وقريبةٌ في آنٍ واحد.
سألتُ نفسي بصوتٍ مخنوق:
> "هل تذكريني؟"
لكن الصمت وحده أجابني، صمتٌ ثقيلٌ يشبه الفراغ الذي تركتِهِ خلفكِ.
وكأن الفراغ نفسه أراد أن يهمس لي بالحقيقة، فقال:
> "ذهبتْ تلك التي لن تعود... وذهب معها كل ألوان الحياة..."
أغمضتُ عينيّ، لعلّني أهرب من وطأة الذكرى، لكن الدموع خانتني، انسابت كالمطر، كأنها تحمل ثقل الفقدان كله.
> "وأنا؟" سألت دموعي بصمتٍ موجع،
"أنا متى أنسى؟"
لكن يبدو أنني فقدت القدرة على النسيان... كما فقدتُكِ.
في تلك الليلة، تعلّمتُ أن الألم لا يُنسى، بل يسكنُ فينا، يكبرُ معنا، يصبحُ جزءًا منّا.
تذكّرتُ وتألمتُ، ثم همستُ للفراغ مرة أخرى:
> "هل تذكريني؟"
لكنّ الفراغ... كما أنتِ... لم يجب.