تعالَ لي دائماً ،
بشعرِكَ المبعثرِ والسجائرِ الَّتي أحرقت رئتَيكَ
تعال لي بآثامِكَ وندوبِكَ
بعقدِكَ وسقمِكَ بـ مَلامحكَ الطفوليةِ وهالاتِ عينيكَ
تعال بمخاوفِكَ وبعثرتِكَ
بـواقعِكَ المَريرِ وعائلتِكَ المُتعِبةِ
تعال لي دون عقلٍ دون انتماءاتٍ ولا حتى قبيلةٍ
بكلِّ فمٍ لكمتهُ بسوداويتِكَ
بما يثقلُكَ وذلك الطريقِ المزروعِ بالألغامِ
تعالَ لي دائماً حتَّى لو أخذنا المشيبُ
تعال لي عندَما يصيبُكَ الخريفُ وتجفُّ عروقُكَ
سأنتظرُكَ على مشارفِ قلبي
تعال حامِلاً الطريقَ بوَعر..
تعال لي مُغمِضًا عينَيكَ
تاركاً الماضي في مقابرهِ
حينها قد نكونُ كبرنا وتلاشَتْ شاماتُ جسَدي ؛ لكنْ ستجدُكَ في قلبي مُخَلَدًا وقد نما على حُبّي لكَ التوليبُ ..
تعالَ لي حتَّى لو كُنتَ هرِماً ..
سأتعرَّفُ عليكَ دائماً سأحبُّكَ كما لو أنَّني أنجبتُكَ
أنتَ مُقدَّسٌ في داخلي ، في عينَيَّ وعروقي ،
تعالَ حين تستطيعُ ؛
لنحرِقَ شجرةَ الماضي وننموَ في بعِضنا نكوّنَ عائلةً .