yyoonn7
نشعر بأننا قد تركنا
وهناك في البقعة العميقة التي قررنا أن نخبئ فيها الألم والصرخة يسكن هناك الوحش الأكثر تمردًا والذي لا يمكن لذلك التابوت أن يسعه.. الغضب.
غضب هذا الطفل المهجور - المتروك والمرفوض غضب تجاه النسيان والفقد الإستياء البالغ تجاه ما مررنا به.
لم يكن بوسعنا أن نعبر عن غضبنا حينها لئلا نستفز غضب المسيء أكثر، لم يكن مسموحًا لنا أن ننفس عن هذا الإستياء خشية أن يجر علينا المزيد، قمنا بابتلاعه على مضض ، واريناه وراء جز أسناننا و ( البرطمة ) والتمتمة بالسباب، بيننا وبين أنفسنا .. دفناه عميقا داخلنا.
علمتنا بيئة الإساءة أنه لا يحق لنا أن نثور أو نرفض أو نغضب.لقد تم تقليم أظافر مشاعرنا كلها، وتعلمنا الكبت والمواراة، وكان الغضب أحد الأحاسيس التي طولبنا بقمعها، فقمنا بنفيه لجزيرة معزولة داخلنا بعيدًا عن الوعي، وقطعنا عنه سبيل التواصل مع العالم الخارجي أو هكذا حاولنا أن نضع الغضب تحت الإقامة الجبرية.
حولنا الغضب كتوجه نحمله، فأصبحنا ناقمين على كل شيء أحيانًا، يملأ وجوهنا الامتعاض، لا شيء يعجبنا ولا شيء يمكن أن يرضينا .. نلعن الهاتف المتعطل، ونتذمر من حر الظهيرة بشكل يفوق المعتاد فقد تحملت الشمس بعض فاتورة الغضب الداخلية فينا، نثور عند كلمة عابرة وموقف بسيط !
ارتدينا ثوب (العصبية) والتأهب، صرنا سريعي الغضب كثيري التأفف ننتظر فرصة عابرة لتتفتح خزانات ثورتنا لتنصب لانفعالاتنا من ذلك الثقب الصغير في دفاعاتنا.
انصب الغضب حينًا على الأخوة الأصغر سنًت، وحينًا على صديق، وحينًا على شريك الحياة، وحينًا على زملاء العمل، وبالأخص أولئك الذين لن يستطيعوا الدفاع بما يكفي أي: أننا قمنا بتكرار المأساة؛ حيث صببنا صنوف العذاب والأزمات على أناس قد ساقهم حظهم العثر لطريقنا، تمامًا كما تم صب صنوف الألم علينا لأننا قد تقاطعت أقدارنا مع أناس كانت لهم السطوة على حياتنا وكانوا يحملون من العطب النفسي والتعثر ما فاضت أعراضه علينا دون جناية حقيقية منا، فقط وجودنا في المكان الخاطئ والوقت الخاطئ.
فكما تحولنا قديماً لكيس رمل يفرّغ فيه ذوو السلطة بؤسهم وإحباطاتهم، صرنا نحوّل البعض دون وعي منا إلى (أكياس رمل) نفرغ فيها غضبنا المستور متخذين أعذارًا ومتصيدين للهفوات والأخطاء كذريعة لنفاذ استياءاتنا.
-الاستياء الدفين :
الطفل الغاضب