عندما اعتدتُ الذهاب إلى سريري، وقبل أن أغفو، كنت أستحضر عطري المفضّل، وأرشه على وسادتي وفراشي، لأستنشق عبقه حين أستلقي بعد عناء يومٍ طويل. تمددت على السرير، منهكة، أحدّق في سقف الغرفة، شاردة الذهن، لا أعلم بمَن أفكّر...
غير أنّ صفنتي لم تدم طويلًا، إذ قطعها صوتُ طرقٍ خفيف على شباك غرفتي، ذاك الصوت الذي ألفته مسامعي مع مرور الأيام
قمتُ من فراشي البارد بخطى معتادة، وفتحت الشباك، فرأيت العصافير وقد تجمّعت حول النخلة المقابلة. مددت يدي نحو وعاء الماء الذي أضعه كل صباح، ملأته من جديد، وأعدته إلى مكانه قرب النافذة
لم يكن هذا الأمر بالنسبة لي تفصيلًا عابرًا…
بل شعرت وكأنني قد صنعت أمرًا عظيمًا، وكأن قلبي نال قسطًا من الطمأنينة، فقط لأني منحت هذه الكائنات الصغيرة جرعة حياة، فأعطتني بالمقابل شعورًا بالرضا لا يُقاس .
9/1
الذكرى السنوية لحنين روحي
ومُعبر عن كُلشي بداخلي بكلماتة وصوته الدافي
جبار رشيد
"راح تبقىٰ بروحي للإبد "
وأما بعد
خذنيّ يمك
بعد ما ظل كل عذر
لا تعتذر ...