يُبهرني الإنسان المُراعي لغيره في حديثه، تُبهرني المُراعاة لأنها تدُل على عُمق معرفة، وشعور، وثقافة، ووعي، وتجربة، وأشياء كثيرة تجعل الشخص لايبدو أجوفًا من الداخل، وهذا الامتلاء جذاب
أن تحدد مقدار تضرر شخص من سلوككَ،
هو المعادل النفسي لـ: أن تغرق أحدهم
وتحدد له صراخه المناسب
أن تشعل النار في أحدهم
وتحدد له مساحة الفوضى التي يخلفها رماده
أن تطعن أحدهم وتحدد له مقدار ما ينزف
لا يحق لك تحطيم شخص
ثم تقرير ما يستشعر من خراب..
أظنُّ أحياناً أن لا معنىٰ لأيّ شيءٍ. فعلىٰ كوكبٍ صغير، يسير نحو العدَم منذ ملايين السنين، نُولد وسط الآلام ونترعرع، ونجاهد، ونمرض، ونتألم، ونسبب الألم للآخرين ونصخب، ونموت، يموت أناسٌ، في حين يولد آخرون، ليبدأ تكرار الملهاة العقيمة من جديد.
الحياة وجيزة ومملّة؛ تمضي بأسرها في التمنّي.
نؤجّل راحتنا وسعادتنا إلىٰ الغد، إلىٰ ذلك العمر الذي تكون فيه أثمن النِّعَم قد زالت—الصحّة والشباب.
ثم يأتي ذٰلك الزمن، فيفاجئُنا ونحنُ ما زلنا أسرىٰ الرغبات؛ وحين تُدركنا الحُمّىٰ، وتهمد أنفاسنا الأخيرة، ندرك أنّنا لو شُفينا، لما كان ذلك إلا لِنستمرّ في التمنّي زمناً أطول