zva247
كأن شيئًا في داخلي قد تكسّر ولم يُصدر صوتًا. سكونٌ غريب يعمّ روحي، لا يشبه السكون الذي يسبق المطر، بل سكون الصحراء بعد موت الريح.
مشاعري تجرّدت من نفسها، كأنها سُحبت من تحت جلدي دون ألم، فقط هذا الفراغ… فراغٌ صامت يلتهمني من الداخل.
أحاول البكاء، أستجديه، أترجاه، لكنّ الدمع جافر، والعين خاوية، كأنها اعتادت الحريق حتى نسيت كيف تطفئه.
كل التعب الذي دفنته في الأيام الماضية، كل الأحلام التي سحقتها تحت وطأة الواقع، لم تثمر شيئًا، لم تعُد إليّ بشيء… فقط أنا، وهذا الجمود الذي يسكنني كشتاء أبديّ لا ربيع بعده.
لست حزينًا، ولا سعيدًا، بل شيءٌ في المنتصف، هشّ، مُنهك، لا يجد اسمه بين الكلمات.
أتنفس، نعم، لكنني لا أعيش. أفتح عينيّ، لكن لا أرى. أتحدث، لكن لا يسمعني أحد، حتى نفسي باتت لا تصغي.
ما أقساه التبلّد… حين يتحوّل الشعور إلى صمت، والدمع إلى حلم، والحياة إلى مجرد عبورٍ باهتٍ بين لحظتين لا لون لهما.
ســـديــم