عادت تلك الفتاة مع اختها الي الجنازة حيث يوجد اقاربها و اصدقائها و لم تملك نفسها عندما رأت التابوت , تابوت والدتها , بدأوا اصدقائها يلتفون حولها و يحاولون ان يخففون الحزن عليها و لكن من في الكون يقدر ان يخفف حزن فقدان الام ؟ الام تكمل حياتك , فهي مصدر حنان و طيبة و هي الشخص الوحيد الذي تقدر ان تثق فيه , امسكت الفتاة نفسها من البكاء لكي يكفون اصدقائها عن مداعبتها ثم بعدت عنهم الي حيث يقفون اقاربها و يصلون و لكنها لم تلحق بهم , نظرت الي منظرهم و هم يبكون و هم يصلون ثم امتليء في عينيها قطرات بكاء و بدأت بالبكاء مرة اخري ثم توجهت الي تابوت امها و بدأت تتحدث و كأنها تسمعها , و اثناء ذلك احست بيد توضع علي كتفها و تقبضها قبضة شديدة , عرفت انها يد عمتها من شدة قبضتها , دارت وجهها اليها ثم عوادت النظر الي تابوت والدتها , دون ان تهتم لأجلها , ثم جلست عمتها بجانبها و امسكت يدها و شدت عليها ثم اقتربت من اذنها و همست
عمتها كيت : لا تنظري بهذه الطريقة مرة اخري , و الا ...
قالت بنبرة تهديد تعلم ما وراء ذلك التهديد , ثم قاطعتها و وقفت و نظرت اليها بكل ضعفالفتاة : الان ماذا تريدين ! , اعتقد انك فزت في نهاية المعركة
قالت و هي تبكي مع كل كلمة تقولها , نظرت أليها عمتها كيت و ابتسمت ابتسامة فيها شيء من الاستحقار ثم اقتربت منها مرة اخري و همستعمتها كيت : الفوز لم يأت بعد ! , بل الفوز سيكون باكتمال انت !
قالت ثم ضحكت ضحكة عالية , نظرت أليها الفتاة بتعجب , لانها هذه المرة لا تعرف ماذا تقصد , و لكنها تعلم انه شيء ليس فيه خير لها او لاختها , لان عمتها تكرها و تلعنها لاسباب هي لا تعلمها ! , و لكن منذ ان ولدت و هي تري تلك نظرات الحقد و الكره من عمتها و كلما حاولت ان تكون لطيفة معها , زادت من مشاكلها مع عمتها ! , كثيرا كانت تسبب المتاعب في مدرسة الفتاة و هي صغيرة و تسببت في مرة في الوقوع في مشكلة مع والدها , اذا الذي قالته لها لا يوحي بخير ابدا , نظرت اليها بألم ثم عاودت النظر الي تابوت والدتها و هي تبكي , هي مازالت صغيرة علي ان تفهم ماذا تقصد عمتها , فتاة في سن الخامسة عشر بالتأكيد لن تفهم شيء , و اثناء و هي تبكي شعرت بيدان يضموها اليها ثم نظرت لتجد انها عمتها هي من تضمها و تواسيها في بكائها , نظرت اليها بتعجب و لكن سرعان ما ادركت ان والدها واقف امامها و يبتسم بالرغم من ان عيناه علي وشك ان تعلن البكاءالاب " بيل بوب " : ما اجمل هذا المنظر
قال بابتسامة فيها شيء من الفرح , و لكن لكي لا افسد لوالدي فرحته بهذا المنظر " عمتي تضمني اليها " الذي اعلم انه مزيف , ابتسمت له في المقابل و ضممت عمتي , و طبعا عمتي تصنعت انها تحبني , ليس شيئا جديد عليها , فهي معتادة علي فعل ذلك منذ نعومة اظافري ! , كم اكره تلك العمة البائسة !الاب " بيل بوب " : ابنتي انا حزين عليك جدا و لا اريدك هكذا , انا لا اعرف ابدا ابنتي هكذا , اين جيرس " اسمها " التي اعرفها ؟؟ اين ابتسامتك ؟؟ انا اعلم انه صعب عليك و انت مازلت صغيرة علي تحمل حادث وفاة والدتك و لكن يجب ان نتقبل الامر , هذا ليس بيدينا عزيزتي , يجب ان تتقبلي الوضع الان , ستحزنين و لكن الي متي ؟؟
قالها و هو يضممني اليه ثم وقفت عمتي تنظر الينا و تتصنع انها تبكي , ثم نظرت الي عيون ابي , لاري عكس ما يقوله لي , فهو يحاول ان يقويني و انا اري في عينه الضعف , لم اري في حياتي ابي هكذا ابدا , كان دائما يقويني في المحنات بكلماته و عزمه علي ان ليس هناك شيئا سيضعفني , و كان يقول لي دائما " جيرس, تذكري ان لا تظهري للناس ضعفك , تذكري انك اقوي بكثير من خيالك " كنت اخذ اقواله و افعاله علام لي , ابي قدوة لي , و اليوم رأيت ضعفه لاول مرة , نظرت أليه و انا مازلت ابكي و لكن بكائي ازداد علي ابي
أنت تقرأ
عدوتي و لكني احبها
Romanceاحيانا الظروف تحكم علينا لفعل اشياء خاطئة في الماضي, و في الحاضر تحاصرنا تلك الاشياء كالقيد حول الرقبة, نحاول اخفأها في انفسنا و لكن الزمن يدور و يكشف سر وراء سر ! اذا في هذه الساعة ماذا سنفعل ؟ هل سنعترف بالحقيقة ؟ ام نحاول ان نخفي سرنا تحت ستار ال...