النهاية بداية جديدة

33 2 0
                                    

(اثير)

القيام بذلك كان أمرا محتوما !!

أحيانا .....تكون أفعالنا غير مركونه على اختياراتها الشخصيه .

نكون مجبورين ..مدفوعين بأشياء فى داخلنا تحركنا .....تصنع منا مشاهد ثانويه للقصه المُحاكه.

والآن !!

الامر مُشابه !!!

قدماى تتحركان ببطئ صوب المجهول

لا استطيع الجزم بأنه الموت

لكن .....

للموت نصيب الجمل هنا !!

الموت يحيط بنا فى كل مكان ..وفى اى وقت

.

تتلاحق أمواج الشتاء فى تلهف فتغمر قدمى وكأنها تدفعنى بنفسها لنفس المصير المشئوم .......الغرق ربما!!.

صوته يهدر من خلفى مناديا أن أعود قائلا:(شمس !!عودى إلى هنا فى الحال !!.توقفى عن التصرف بحماقه ..لا تنصرفى عنى حين أُحَدِّثكِ .!!)

ادرت رأسى المتورم من كثرة الصراخ وعيون مُحمره ووجه شاحب حد الموت..منذ أكثر من ساعه فى محاولة اقناعه أن موت صغيرتى لم يكن له علاقه بى ..وأنه هو السبب!!

طالما كان بعيدا ..عنى ..عن البيت ..عن ابنته !!عن كل شئ ..إلا العمل !!.....اللعنه على العمل ....بل كل اللعنات عليه .

قلت بعدما تمالكت نفسي قليلا ومحاوله جاهده فى تحريك شفتاى:حدد أيهما تريد ..إن أعود إليك !!.....أم إلى رشدى ..الأمر مختلف.

مشاهدته واقفا متسمرا فى رمال الشاطئ كالعاجز لم يكن غريبا علىّ ..ولم يكلف نفسه فى محاوله _ولو بائسه_باقناعى بالعدول عن قرارى المتهور أمر طبيعى.

ربما اظلمه الآن؟!

الكبرياء يا صديقتى يصنع الكثير !!الكثير بحق

رفعت ذراعي وضممت خصلات شعرى وراء اذنى ...شئ ما يمنعني عن التفكير بهدوء أو بشكل سليم عامه .

الشمس أوشكت على الاختفاء بين طيات المجهول ....كما أحاول أن أفعل تماما ..إلا أن امرانا ليسا متشابهان تماما .

لست فى حاجه لشرح مستفيض لما مررت به عند موت صغيرتى ..قطعه منى _كما هى قطعه منه_اختفت من العالم ..لم تترك أثرا بعد ...لم تصنع أثرا يتحسسه الآخرين .. لم تترك إلا خدوش الألم فى صدرى بفقدانها ..تبا ..كيف أخبركم كم هو صعب أن افقد تلك اللحمه الحمراء الغضه التى سكنت برحمى أشهر طوال..

لم أعد اتحكم بحركة جسدى ..الرياح تذرفنى كيفما تشاء،،،والمياه تاخذنى إلى حيث تشاء ..

بلغت مياه البحر صدرى وانا كالمنومه اتحرك إلى الأعماق ..

حينها ......ذبلت عيناى ..وتشوشت الرؤيه

اختفت آشعة الشمس من الأفق ..اختلط على ذهنى الأصوات ...صراخ ..نحيب ..

أثيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن