فى أحد أحياء القاهرة فى منزل بسيط وهادئ تتسلل أشعة الشمس إلى غرفتها ويدق منبهها معلنا عن موعد النهوض ، وتستيقظ بطلتنا غزل زاهر بنت الطبقة الوسطى .
وتدخل والدتها نورا .
نورا :يلا يابنتى هتتأخرى على اول يوم كلية يلا بقى كفاية كسل.
غزل بكسل :خمس دقايق بس وهقوم يماما حاضر.
نورا بدلع :يلا بقى يا زوزو يا حبيبتى الفطار جهز هاروح اصحى رغد تكونى انتى صحيتى .
غزل:حاضر ادينى قمت .
وخرجت نورا من الغرفة واتجهت لتيقظ ابنتها الاخرى رغد وتركت غزل وحيدة تفكر كيف سيكون يومها الاول فى جامعة الحقوق حلم حياتها والتى اخيرا حققته ، نهضت لتدخل الحمام وتتوضئ وتستعد لصلاتها ، وبالفعل لقد أدت فريضتها ومن ثم اتجهت نحو المرأة لتمشط شعرها البنى الطويل ومن ثم زينت وجهها الأبيض الناصع ببعض مستحضرات التجميل ، ومن ثم اتجهت لدولابها لتختار فستان اسود جميل وعليه بعض الورود الحمراء وتركت شعرها منسدل على كتفيها ومن ثم ارتدت حذائها الابيض وأخذت حقيبتها وهمت بالخروج من غرفتها ورأت عائلتها متجمعة حول مائدة السفرة فانضمت اليهم.
غزل بمرح:صباح الفل عليكوا ، كده بدأتوا من غيروا لا أزعل .
حازم بضيق :وايه الجديد كل مرة بتتأخرى وبنبدأ من دونك .
غزل بضيق :انا اصلا مش بكلمك يا بنى انت .
زاهر :خلاص بقى هيا لازما نقار كل يوم ده ، كملوا أكلكوا يلا هتتأخروا.
الكل فى نفس واحد :حاضر .
وسرعان ما انته الجميع من الإفطار .
غزل :يلا مع السلامة عايزين حاجة .
زاهر :غزل استنى حازم هيوصلك (ثم وجه كلامه لحازم ) يلا قوم .
حازم :بس ..
زاهر بحزم :من غير بس يلا خدها ، وانا هوصل رغد النهارده.
زفر حازم بضيق ومن ثم أخذ مفاتيح سيارته واتجه للباب.
حازم:يلا .
غزل ببرود :طب ماتزوقش كدا relax.
حازم بضيق :اليوم باين من اوله.
ومن ثم أتجهوا للسيارة ولم يخلوا الوقت من رخامتهما ومزاحهم، حتى وصلوا للجامعة.
حازم :يلا انزلى .
غزل :...
حازم بزعيق :غزلل.
غزل بصدمة :ايه فيه ايه نعم .
حازم :انزلى .
غزل بخوف واضح :بصراحة كدا انا خايفة اوى يا حازم .
حازم بفهم :بصى مافيش حاجة تخوف خالص فى الدنيا دى طول مانا معاكى ، والموضوع مش مستاهل خالص ودا كمان أظن حلم حياتك اللى طول عمرك قرفتينا بيه فاكرة (انطلقت منهما ضحكة ) ايوه خليكى بتضحكى كدا ، انا عايزاكى تفضلى قوية وماشوفش الخوف اللى فى عينكى دا تانى فاهمة ولا اجبيلك رغد تفهمك (ومن ثم انطلقت منهم ضحكات على تذكرهما لاختهما رغد الشرسة كما يسمونها).
غزل فى وسط ضحكاتها :لا بالله ..عليك فهمت هههههه مش عايزة رغد خالص دلوقتي (ومن ثم لمحت الساعة ) انا كده اتأخرت اوى سلام يا حازم .
حازم :حاسبى بس كدا وانتى ماشية ومتعمليش مصيبة من مصايبك هه.
غزل بمرح :ميكونش أسمى غزل لو ما عملتش مصايب سلام.
حازم :سلام.
ومن ثم اتجهت غزل الى جامعتها ، وكانت تائهة فى البداية فسألت فتاة مارة بالصدفة.
غزل :لو سمحتى .
الفتاة بذهول :أنا .
غزل :ايوه انتى كنت عايزاكى فى خدمة معلش.
الفتاة :اتفضلى .
غزل :تسلميلى ، انا بس دا اول يوم ليا فى الجامعة ومش عارفة اروح فين ولا اجى منين ممكن تساعدينى ؟.
الفتاة :اه طبعا تعالى معايا.
ومن ثم عرفتها الفتاة وأعلمتها بكل شئ وتركتها وذهبت .
غزل فى نفسها :يا حلم سنين بيتحقق قدامى ، (ومن ثم نظرت لساعتها ) قدامى ساعة عقبال ما أول محاضرة تبتدى، يا ترى فيه هنا كافيتريا .
شخص ما مار:انتى محتاجة حاجة يا أنسة ؟! ، شكلك بتدورى على حاجة.
غزل بإحراج :انا عايزة اعرف الكافيتريا فين ؟!
شخص ما :بصى هيا مش بعيدة .
ووصف لها الطريق وذهبت الى الكافيتريا وطلبت قهوتها وأخذتها وذهبت الى طاولة وجلست وأخرجت راويتها المفضلة وشرعت تقرأها بحماس وترتشف من قهوتها إلى أن لاحظت أنه متبقى عشر دقائق على المحاضرة الأولى ؛ فقامت بدفع الحساب وقامت بالمشى سريعاً إلى أن وصلت أخيرا ، وقامت بالدخول قبل الدكتور أو كما هيا تعتقد .
الدكتور :انتى يا انسة .
أكملت غزل الصعود .
الدكتور :انتى يا انسة بكلمك.
غزل بدأت بالتوهان ، هل الكلام موجه لها هي.
غزل وهى تستدير لرؤيته ومحادثته :هوا حضرتك بتكلمنى أنا. الدكتور :تصدقى اه.
غزل بإحراج:أنا آسفة يا دكتور.
الدكتور :أنا هعديها بس عشان أنتى لسه ماتعرفنيش ولا تعرفى قوانينى اتفضلى .
غزل بإحراج خفى :شكرا يا دكتور.
ومن ثم جلست وبدأ الدكتور يملى عليهم قوانينه وهكذا.
وبعدما انتهى اليوم الجامعى ، قامت غزل بالمشى وهى تفكر باليوم الاول لها ، ومن ثم يقطع عليها تفكيرها نداء شخص .
شخص ما وهو يأخذ أنفاسه :يا أنسة أنسة ....
غزل :اهدى بس الاول فيه ايه.
شخص ما بعدما نظم أنفاسه :أنا أسف انى وقفتك بالشكل ده.
غزل بتفهم :ولا يهمك المهم اتفضل عايزانى فى ايه .
شخص ما : كنت عا.....
قطع كلامه نبرة حازم الغاضبة.
حازم :انتى واقفة كدا ليه هه.
غزل بخوف :انا ...
شخص ما :استنى بس انا..
وقطع كلامه لكمة من حازم أسقطته الأرض.
غزل بدموع :لا والنبى يا حازم والنبى مش عايزة خناق .
حازم بلين عندما رأى دموعها :طيب يلا اروحى اركبى.
ومن ثم اتجهت لصعود السيارة دامعة لكن سرعان ما مسحت هذه الدموع حينما أتى أخها إليها ، فهى تعلم أنه لا يحب أن يرى دموعها هى بالذات .
وانطلقا بالسيارة، ودارت بينهما مناقشات حول موضوع هذا الشاب ، وبالرغم من فهمه بالموضوع أخيراً وأنه يجب ان يعتذر له أبى ، واكتفى بالاعتذار لاخته ، ومن ثم وصلا للبيت.
واتجهت لغرفتها وأدت فرائضها ونامت بعدما تناولت الطعام مع العائلة.
وفى صباح اليوم التالى :
وصلت غزل الى الجامعة ولمحت الشاب الذى ضربه أخاها بالأمس، جالس يقرأ رواية مثل روايتها المفضلة ، فتحيرت (هل تذهب وتعتذر منه ، أم ماذا تفعل ) وبالفعل أخذت قرارها وهمت بالذهاب إليه .
أنت تقرأ
الحب الضائع
Romanceكلنا يريد والله يفعل مايريد ، فتاة وحيدة فى منتصف شبابها تواجه الكثير من الصراعات ولكن هل ستنجو بمفردها ؟.تابعوا معى الحب الضائع