قسم الطواريء

49 1 0
                                    

كانت ليلته في الاستقبال مثل كل ليلة، لكن لم يمر كثير من الوقت حين لاحظ دخولها المتردد من الباب. هيئتها توحي بأنها خائفة رغم طلبها المساعدة بهدوء.

-لو سمحت انجرحت ومش عارفة اوقف الدم والممرضة قالت أستنى عشان معها حالة.
اقترب محاولا أن يعرف سبب قدومها دون أن يتدخل، حين قام أحد موظفي الاستقبال بمناداته
-دكتور علي لو فاضي ممكن تشوف الآنسة...
-تمام اتفضلي . موجها حديثه للفتاة.
تقدمت قليلا. تبدو حائرة لا يعلم ما بها لكن لا يستطيع أن ينكر أنه يتمنى لو يعلم.
-خير ايه المشكلة
-السكينة فلتت فجأة جامد ماعرفش ازاي، اتعورت حاجة بسيطة لكن حاولت كتير اوقف الدم فشلت. ممكن بس تخلي الجرح يبطل ينزف كدا أو تقول لي اعمل ايه..
قاطعها قائلا
-اهدي كدا بس، الأول وريني الجرح عشان أعرف اعمل ايه
شعرت بالحرج الشديد وبدا عليها التوتر، وأخيرا بأيدي مترددة رفعت ملابسها العلوية قليلا، وهي تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها، عرف حينها سبب كل هذا الخجل عندما كشفت عن جرح ليس صغيرا أبدا يقع تحت نهديها تماما.

-تمام ماتخافيش.. ممكن ترتاحي على سرير الكشف خليني أشوفه كويس .. شكله محتاج يتخيط
تحول هدوئها إلى خوف ظهر جليا على ملامحها

-طيب ماينفعش توقف بس الدم وخلاص.. أقصد هو ضروري يعني يت...
قاطعها مرة أخرى
-اهدي ماتقلقيش انت خايفة كدا ليه الجرح كبير مش صغير.. ارتاحي دلوقتي خليني اعمله لك
استسلمت للأمر الواقع فيبدو أنه لا مفر من هذا الموقف، . وصعدت بحرص على السرير فقط تريد أن ينتهي كل ذلك بسرعة
تأملها متعجبا من تماسكها، فهي رغم كل ذلك تتألم في صمت وتظل هادئة. أراد أن يضيع خوفها البادي في عينيها

-انت اسمك ايه بقى
-اسمي سلمى.. هو الجرح لازم له خياطة يعني مش ممكن تضميد وخلاص. انا مش عاوزة أتأخر وكمان بيوجعني جدا بصراحه و.....
قطعت كلامها عندما وجدته يعد إبرة
-اكيد بيوجعك عشان كدا هتاخدي حقنة بنج قبل ما أبدأ
زاد خوفها وارتجفت
-بس لو ينفع بنج من غير الحقنة أصل...
--ماتخافيش دي حقنة صغيرة جدا مش هتحسي بحاجة بس اهدي ماتتحركيش
-ااااه حاسب
بدأ تماسكها يتهاوى وامتلأت عيناها بالدموع. لا يعلم لماذا تألم وتمنى لو استطاع أن ينهي ألمها تماما

-أنا آسف خلاص البنج هيشتغل .. خدي نفس واسترخي دقائق وتقدري تمشي
ولكن بداخله يتمنى لو لم تذهب وأراد أن يراها مرة أخرى .وسرعان ما قام بعمله بمهارة وهو يقاوم النظر إلى بشرتها الجميلة التي كاد شدة بياضها أن يفقده تركيزه تماما.

-أنا كدا خلصت هكتب لك على مضاد التهاب ومسكن للألم وممكن تجيبي شاش تغيري به على الجرح
حاولت النهوض ببطء ولكن تشعر بالتعب

-آنسة سلمى لو الألم شديد ممكن تاخدي حقنة مسكنة هتريحك ومفعولها أسرع من المسكن الأقراص اللي كاتبه لك
-لا لا أنا قادرة أتحمل.. شكراً
قالتها وهي تحاول جاهدة أن تقوم من مكانها وتهندم ملابسها. تأملها مبتسما بداخله شعور بالسعادة أنه استطاع أن يساعدها. وحين همت بالذهاب وقفت. وبخطوات بطيئة التفتت مجددا إليه وقالت بهمس متعب
-طيب هو لو الوجع جامد اوي اعمل ايه لأنني...
قاطعها قائلا:
-مفيش غير الحقنة دلوقتي صدقيني اللي هتجيب من الآخر لو تسمعي كلامي هترتاحي.
قالها وهو يجهز إبرة مسكنة متجاهلا ترددها وارتجافها خوفا
-ارجوك انا أساسا مش قادرة من الوجع مش هقدر أتحمل...
-ششش اهدي وخدي نفس كدا .. انت قلتي لي كنتي بتعملي ايه بالسكينة لما اتعورتي
تفاجئت بسؤاله ومسحت دمعاتها التي تساقطت
-كنت بقطع البطي.. ااااه
وبسرعة كان قد أعطاها الحقنة بخفة يد لا تصدق

-آسف بس صدقيني هتدعي لي بعدين
شبه غاضبة ولكن تشعر بالامتنان رغم كل شيء فقد اهتم بها وقام بعمله على أفضل وجه.

-شكرا يا دكتور .. اسفة نسيت اسمك ايه
-علي. مفيش داعي للشكر دا واجبي .. ألف سلامة
تأملها وهي تمضي ما أجمل خجلها يتمنى لو يراها ثانية

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 13, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وردة لا تذبلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن