Chapter one

6.7K 481 109
                                    


" ايمي ... ايمي ، هيا استيقظي انها الخامسة و النصف بالفعل ... هيا ! " اردفت تلك المرأة التي تبدو كما لو انها لا زالت في العشرين من عمرها فاتحة ستائر الغرفة المظلمة سامحة لخيوط الصباح الازرق بالتسلل الى المكان .

نظرت مرة اخرى الى ايمي النائمة وسط كومة الكتب المنتشرة في كل مكان على سريرها و نظارتها تقع على احدى جوانب وجهها ... كانت تنام بطريقة فوضوية تدل على تعب الشخص حيث انها كانت نائمة بدون غطاء واضعة رأسها فوق كلا ذراعيها لتتنهد الاخرى بحزن و اقتربت منها بهدوء " صغيرتي ... هيا استيقظي " ربتت على كتفها بلطف جاعلة اياها تعقد حاجبيها مهمهمة بانزعاج و ادارت رأسها الى الجهة الاخرى مخرجة صوتها المعترض بنبرة خافتة و كأنها ستبكي بأي لحظة " يااا امي ، ارجوكِ فقط لنصف ساعة اخرى ... لقد نمت بعد الثانية صباحاً بالفعل ، احتاج الراحة ارجوكِ ... " .

تنهدت والدتها بعدم فائدة " سأسبقكِ الى الاسفل ... لا تتأخري فلا تريدين لوالدكِ ان يتعكر مزاجه من الصباح الباكر " تأفأفت الاخرى مخرجة صوت منزعج و اومئت
بعدم رضا فاتحة عينيها الرمادية ببطئ " لقد استيقظت "
اعادت والدتها الابتسامة مرة اخرى ماسحة على خصلاتها السوداء الطويلة و توجهت لتخرج من الغرفة مغلقة الباب خلفها بهدوء .

تحركت من مكانها بكسل خالعة نظارتها لتنام على ظهرها ناظرة الى الثريا الكلاسيكية الفاخرة المعلقة في السقف ...
ابتسمت لا ارادياً عندما شعرت بحركة خفيفة بين خصلات شعرها " سيد بيبو ... " ضحكت بلطافة ملتقطة ذاك الجسد
الصغير الذي كان اصغر من حجم كف اليد " ايمي ... " قفز العفريت الصغير بجسده الاخضر السمين و ملابسه الرثة الممزقة على صدرها ممسكاً بفكها بيديه الصغيرة قائلاً بجدية " هل تريدين مني النزول و قتل والدكِ ؟ " علا صوت ضحكتها هازة رأسها الى الجانبين " ربما في المرة
القادمة بيبو ... " .

مددت جسدها و ابعدت الغطاء ذو الاقمشة الحريرية الوثيرة الذي كان يغطي بعض كتبها و اشياءها الاخرى عالمة تماماً ان هناك توبيخ ينتظرها بالاسفل لانها تأخرت هكذا اليوم ...

استقامت من الفراش بكسل ناظرة الى الساعة التي تشير الى ما قبل السادسة صباحاً " الوقت مبكر جداً كالعادة ... " تمتمت متنهدة و رفعت خصلات شعرها الى الاعلى بطريقة مبعثرة لتتجه الى الحمام .... رغم انها لا تزال في السابعة عشر فحسب لكنها تدرس و تجتهد اكثر من اي طالب اخر في المدرسة معها ... ابتسمت بسخرية فبالطبع ستكون كذلك لانها ابنة عائلة مارتين ، من اقدم و امهر الاطباء في عشيرة المعالجين في العالم الخفي ...

والدها يخبرها ان تبذل اقصى ما لديها من جهد في هذه السنوات حتى تستحق لقب العائلة بكل جدارة كما هو الحال مع اخويها الكبيرين بيتر و جون ، يعدان من اذكى المعالجين في العائلة .

مستذئبون ، عفاريت ، مصاصو دماء ، سحرة و غيرهم من المخلوقات الكثيرة الاخرى ... ايمي تعيش وسط كل هؤلاء الناس ، كل يوم تقابل الكثير و الكثير من الاشخاص الغريبين باشكالهم و سلوكهم و كل شيء ، ليس الامر و كأن كل هذا صعب عليها ، بل على العكس انها تتعايش مع حياتها بشكل طبيعي لانها ولدت في هذه البيئة و ستبقى كذلك الى الابد ...
اعني اقرب مثال على هذا انها تملك عفريتاً قزم عمره ربما الف عام كحيوان اليف بدون علم والديها و عائلتها ...

Fairyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن