مع حلول المساء كان كل شخص قد وجد طريقه لغرفته
كل منهم كان يمشي وعقله مليئ بالأفكار الهموم المسؤوليات والكثير الكثير من التساؤلات
وخاصة فيرو الذي كان يراوده شعور قوي لفتح ذلك الباب الذي منعته تلك الساحرة من فتحه
وكان كل ما يمنعه من فعلها هو عدم معرفته السبب وراء هذا الشعور القوي ولا ما عاقبة فتحه للباب وطبعا هو ليس من الأشخاص الذين يفعلون شيئ دون معرفة سببه وما سينجر عنه ولكنه حتما سيحاول معرفة شيئ عن الأمرأما في غرفة أخرى فقد كان جيوفاني مستلقيا على سريره يفكر في حياته وفي كل ماحدث معه وقد كان يراوده شعور قوي بالظلم أجل الظلم فهو يعتقد أن كل ماحدث في حياته وما أصبح عليه الآن من صنع الظروف مما جعله يحقد على كل شيئ و خاصة الآلهة التي كانت تشاهد ولم تتدخل يوما فقد كان على يقين أن هذه الحياة قتلت كل شيئ جميل داخله ولم تترك مكان إلا للسواد
ولكن كان هناك أمل ضئيل داخله أن شيئ غير متوقع سيحصل له ربما يعوضه عن ما فقد
كل هذا كان يدور داخل رأس جيوفاني قبل أن يعتدل في جلسته نافضا كل هذه الأفكار التي كانت تسبب له الإزعاج فهو يعتقد أن تفكيره في كل هذا يجعل منه شخص يائسا وضعيفا لذا فقط رما بها إلى مؤخرة عقله وقرر الخروج للبحث عن غرفة ماريا لا يعلم لما لكن فقط كان يريد ذلكفي غرفة أخرى كان ألفريدو جالسا بجانب النافذة يتأمل القمر وعديد الأفكار والهواجس تتسابق إلى رأسه فقد كانت هناك حرب من الأفكار داخل رأسه فقد كان لكلام جان تأثير قوي على نفسه حتى لو لم يظهر له ذلك كما أنه في النهاية ألفا وعليه التفكير في مصلحة قطيعه
لكن أنت تعلم أن خسارتنا لرفيقتنا سيضعف القطيع ألفريدو(كان هذا صوت فريد ذئب ألفريدو الذي قطع حبل أفكاره)
-أعلم فريد لكن جيوفاني سيفعل المستحيل لأخذ رفيقتنا منا
لكنك ألفا يا ألفريدو والتخلي عن رفيقتك ليس من صفات الألفا كما أنها لونا قطيعك حتى لو أردت التخلي عنها فالقطيع لن يرضى بالتخلي عن اللونا خاصتهم لأن هذا سيضعف القطيع
-أجل معك حق ولكن ماذا لو لم ترغب بنا
حتى لو لم ترغب بنا سوف تستسلم للرابطة في النهاية فهذا قدرها وعليها الإنصياع لهذه الرابطة المقدسة التي وضعتها الآلهة بينكما كما أن الرفض قد يقتلها أما أنت بصفتك ألفا قوي فلن تموت يعني هي المتضرر الأكبر
-حقا أتمنا هذا فريد
كانت هذا أخر ما قاله ألفريدو قبل أن يتنهد بقوة ثم ينهي تأملهأما ماريا فقد كانت تجلس في غرفتها تفكر في الأحلام الغريبة التي تراودها من وقت إلى آخر منذ قدومها إلى هذه الجزيرة الغريبة قبل أن يقتحم أحدهم غرفتها دون سابق إنذار
وكما توقعت لقد كان جيوفاني بهالته السوداوية تلك لذا إكتفت فقط بالنظر إليه بطرف عينها ثم عادت إلى تأملها وكأنه ليس موجودا فقط تجاهلته
مما جعل جيوفاني يشعر ببعض الغضب من تصرفها هذا ولكنه فقط تمالك نفسه ففي النهاية هو يحتاجها
لذا تقدم بخطواته الثابتة نحوها وجلس أمامها ثم قال بصوت هادء:
كيف حالك؟
وهنا نظرت إليه ماريا ببرود لم يعهده منها ليس كالذي إعتاد عليه منها فقد كانت نظرت تكشف عن مدى الغضب الذي تحمله ضده بل ضدهم جميعا وكيف لا تفعل بعد أن إكتشفت أن لكل منهم هدف الكل كان يريد إستغلالها لنفسه ولكن هذا لم يمنع جيوفاني من التكلم مجددا قائلا:
هل ستواصلين النظر إليا هكذا طويلا؟
ثم كشف عن إبتسامته الساخرة المعتادة في نهاية حديثه بينما لا تزال ماريا ترمقه بنفس تلك النظرة الباردة ثم قالت له بصوت خال من أي نوع من المشاعر:
ماذا تريد مني هذه المرة؟
إعتدل جيوفاني في جلسته ثم أمسك بوجه ماريا وقال لها ببعض من التعجب الصتنع:
لما تضنين بي هذا؟
وهنا تغير لون عينا ماريا إلى الأزرق القاتم وإنتشرت هالتها في الغرفة ليس أي هالة بل هالة قوية لم يعهدها الآخر من قبل فمنذ أن دخلت ماريا هذه الجزيرة أصبح إتصالها بمخلوقتها أقوى
ثم أمسكت يدا جيوفاني وأبعدتهما عن وجهها بقوة وقالت بصوت مميت:
لست غبية يا جيوفاني لتخدعني بهذا الكلام
وإن حاولت لمسي مرة أخرى فالتتأكد أني سأمحيك عن هذه الأرض!
كان رد فعلها العنيف هذا بمثابة الصدمة بالنسبة لجيوفاني أولا بسبب هذا التغير العجيب في قوتها وثانيا بسبب كلماتها هذه هل حقا ما فعلوه معها كان قاسيا إلى هذه الدرجة ؟
لذا إكتفى جيوفاني فقط بالصمت وكان على وشك الخروج من الغرفة قبل أن يدخل فيرو بخطواته الهادئة ويقول ببعض البرود:
يالمفاجأة يبدوا أنكما قد إختصرتما علي مشقة الذهاب لكل واحد وحده
وهنا نظر نحوه كل من ماريا وجوفاني ببعض التعجب لتقول ماريا أخيرا:
مالذي تريده؟!
نظر فيرو إليهما بجدية ثم قال:
ذلك الباب الغريب أريد أن أفحصه
لم تزد كلماته هذه الإثنين إلا حيرة ليقول جيوفاني:
ولكن لما مالميز بذلك الباب؟
هز فيرو كتفيه ثم قال:
لا أعرف لكن لدي شعور غريب حيال ذلك الباب
وهنا تكلمت ماريا:
حسنا فأنا أيضا شعرت بذلك على كل
أنهت جملتها ثم تقدمت نحو الباب بينما قال جيوفاني:
مهلا لما لم تطلب من البقية القدوم معنا؟
نظر فيرو نحوه وقال ببرود:
كنت سأفعل لكن تلك الساحرة معهم
أنهى جملته ثم تقدم نحو الباب ليتبعه ماريا وجيوفاني في صمت
كان الثلاثة يمشون في ممرات القصر الواسعة التي لا تضيئها إلا بعض الشموع تلمثبتت على الجدار بينما كان الصمت يغلف الأجواء بينهم وكيف لا يفعل وقد إمتلئ قلب كل واحد منهم بالكثير والكثير من الألم كل يفكر ولا أحد يجد الجواب
وبعد دقائق من الصمت المتواصل تكلم جيوفاني كاسرا هذا الصمت:
إن كل الممرات متشابهة!
كيف تميز طريق ذلك الباب وقد مررنا به مرة واحدة؟
ليجيبه فيرو بسخرية ممزوجة بالغرور:
لا تنسى أنني نصف إله وليس أي إله ومعرفة الطرق من تخصصي
وهنا نظرت له ماريا ببعض السخرية وقالت بذات النبرة:
لا تغتر بقدرتك هذه كثيرا فأنا أعرف الطريق جيدا
وهنا هز فيرو كتفيه بمرح ثم تمتم:
ها قد عدنا من جديد
بينما تنهد جيوفاني بنفاذ صبر
دقائق مرت وهم يمشون في الممرات الواسعة الشبه مظلمة بينما كان جيوفاني يتأمل هذه الممرات بشكل عجيب قبل أن يقول بتشتت:
لا أعلم لما تبدو هذه الممرات مألوفة؟!
بينما نظر إليه فيرو بطرف عينه وقال له بسخرية:
ربما رأيته في أحد هلوساتك
وهنا نظرت ماريا إليهما بتعجب وقالت ببعض الجدية:
أي هلوسات؟!
وهنا كاد فيرو أن يجيبها قبل أن يسبقه جيوفاني بسرعة:
لا شيئ مهم فقط بعض الإرهاق!
وقبل أن تجيبه بشيئ توقف فيرو فجأة وقال ببعض الحذر:
مهلا توقفا هناك شخص ما يقف قرب الباب!
وهنا تقدم جيوفاني بحذر ثم قال بصوت قريب للهمس:
لا يمكننا التعرف عليه فرائحته شبه معدومة كما أه الرئية غير واضحة بسبب الظلام!
لم يكد هذا الأخير ينهي جملته حتى تقدمت ماريا بخطا ثابتة وكأن شيئ لم يكن ليقول لها فيرو بتفاجئ:
أيتها الغبية مالذي تفعلينه!
توقفت ماريا ثم نظرت إليهما وقالت بصوت ساخر:
إنه ألفريدو
عقد جيوفاني حاجبيه ثم قال لها بإستغراب:
لكن كيف علمتي ذلك من هذه المسافة؟!
وهنا نظرت إليه بتكبر وقالت:
لا تستهن بي فيمكنني القيام الكثير من الأشياء التي تجهلها سيد جيوفاني بورجين
قالت هذه الكلمات ثم أكملت طريقها بإتجاه الباب بينما تبعها كل من فيرو وجيوفاني في صمت
لم يتطلب الأمر إلا ثواني ليسمع ألفريدو صوت وقع أقدامهم وهم قادمون لكنه علم أن ماريا مع القادمين بسبب رابطة الرفيق ولو كانت تلك الساحرة معهم لهجمت عليه قبل أن يلاحظها حتى لذا فقط أكمل تأمله للباب حتى أصبح الثلاثة بجانبه ليبدأ جيوفاني الحديث قائلا بسخرية:
أرى أنك أيضا هنا
ولكن الآخر إكتفى بالصمت بينما ينظر إلى الباب لتقول ماريا ببعض الجدية:
مالذي أحضرك إلى هنا في هذا الوقت؟!
وهنا نظر إليها ألفريدو بحنان وقال:
الفضول الذي أحضركم أنتم إلى هنا يا عزيزتي
أنهى كلماته لترمقه ماريا بحقد ثم تقول بصوت مميت:
قل لي عزيزتي مرة أخرى وأقسم أني سأقتلك ولست أمزح في هذا
تنهد ألفريدو بضيق من ردت فعل رفيقته العنيف هذا ثم إكتفى بالصمت بينما تقدم فيرو نحو الباب ومد يده يتحسس النقوش التي على الباب ثم فال ببعض التعجب:
تبدو هذه النقوش أغرب وأدق وأكثر فنية من أي نقوش رأيتها من قبل؟
أنهى كلماته التي كانت أقرب إلى الهمس ليستند ألفريدو على الباب بملل ثم يقول:
لا أعلم لما منعتنا تلك الساحرة من لمس هذا الباب فكما ترون لم يحدث أي شيئ غريب عكس ما توقعت
تقدمت ماريا بدورها نحو الباب وبدأت بتحسس تلك النقوش الغريبة بدورهابينما إكتفى جيوفاني بالمشاهدة من بعيد
ثواني من الصمت مرت قبل أن يتكلم ألفريدو:
إذا أين بقية الفريق؟
وهنا تكلم فيرو قائلا:
إن كنت تقصد لوكا وتيريزا ونينا وأنجليتا فلقد أمسكتهم تلك الساحرة بتجولون قرب الباب فحبست نفسها معهم في أحد الغرف
قال هذا ليخيم الصمت مجددا ألفريدو المستند على الباب وفيرو الذي يتحسس هو وماريا النقوش بإهتمام وجيوفاني الذي ينظر من بعيد
دقائق مرت وهم على هذه الحال قبل أن يتكلم ألفريدو:
حقا لا أعلم لما يراودني شعور غريب نحو هذا الباب؟!
أنهى جملته هذه ثم تقدم نحو الباب ببطئ وقرب وجهه منه يتأمل إحدى النقوش عليه
مما جعل ألفريدو يستغل الفرصة ويدفعه ليسقط على الباب وهنا يكون الأربعة على إتصال بالباب ليخرج منه ضوء أبيض وفجأة...آسفة على التأخير ؛-؛
أنت تقرأ
The Vampire Curse : A Book of Fate
Fantasyتحكي الأساطير القديمة أن داخل الكون كان يوجد هناك كرة عملاقة من القوة تم ضغطها داخل الكرة البعض إعتقد أنها قوة الطبيعة و الحياة و البعض إعتبرها شيئ أقوى شيئ طبيعيا وجد كالأرض و البعض لم يصدق وجودها أصلا وكما ورد في بعض الأساطير أن هذه الكرة إنفجرت...