أبرد وأبرد أكثر بعد في جو كذاك أخذت يونجي تجر نفسها حتى وصلت لصخرة كانت ملاذها الغير حقيقي فهي تعلم بأنها لن تنقذها، وهذا هو الأمر، إنها نهايتها.. وبين ارتجافاتها وخدر جسدها وجدت نفسها تمتلئ بالندم.
لكان من الأفضل كونها حبيسة تنين بدلاً من أن تموت متجمدة هنا، جالت بنظراتها المفزوعة بالأرجاء راغبة برؤية المزيد من الأشجار. معجزات؛ أن تحظى بأيها، وبيأس راحت تصيح. "النجدة! أرجوكم أي أحد؟ جونكوك؟ النجدة!"
صمت. لكن على الأقل البرد قد خدر أقدامها، صاحت مجددًا ومجددًا حتى تحشرج صوتها وانقطع، وأغلقت عيناها عند ذكرى شجار الكرات الثلجيلة مع آرون العام الماضي. لقد كان انفصالهما مريرًا، وكل شيء يستفزها الليلة، فما أوجع هذه الذكرى التي تعود لها بعد هذا الوقت، يستيقظ الماضي الليلة بداخلها، يستدرجها لدهاليز الذاكرة. فتحاول أن تقاومه فلا تريد تذكر ما تعرضت له من خيانة، لكن هل يمكنها مقاومة ذاكرتها هذا المساء؟
حاولت أن تفتح عيناها محاولة رؤية شيء غير رداء الأرض الأبيض وإذ بشجرة بلوط قريبة تنقسم لنصفين معانقة الأرض كما جذورها، ليخرج من خلفها نيران تذيب ما تلامسه من ثلج ببريقها، من بين زرقة شفتيها المرتجفة خرج تساؤلها. "جونكوك؟" وبحبال صوتية تكاد تتمزق بردًا صرخت بأعلى صوتها. "جونكوك!"
فاستجاب التنين ليحتضنها بين أسنانه بخفة محاولاً عدم إيذائها، رفرف بأجنحته بقوة حتى ارتفعت بهما فوق الغابة، حتى الجبل. وبحذر هبط قبل أن يحررها من قبضة فكه، وهي أخذت خطوة واحدة قبل أن تدور عيناها لمؤخرة رأسها وتفقد الوعي.
همهمات تسللت لأحلامها، أحلام جميلة عن تفاح الربيع الغارق بالعسل، الهمهمات شاكست خصلاتها كنسيم رياح الصيف، بعدها لاحقها سرب من النحل الضخم والنيران الملتهمة لكل شيء. انتفضت جالسة بذعر وارتباك حين لم تكن الجدران من حولها هي خاصة منزلها، بل عيون حمراء وبعدها تذكرت.
ابتسم جونكوك، وذلك جعل وجهه الحاد ألطف، لكنها لم تكن كافية لتقلل من هلعها، وعندما حاولت النهوض استوقفها جونكوك دافعًا إياها للوراء بنعومة. "توقفي، أرجوك توقفي عن محاولة الفرار! لقد قلت بأنك لا تريدين الموت، لكنك كاذبة! لم نزلت عن الجبل واستمريت بالمحاولة بساق مكسورة؟"
بدا حقيقة مرتبكًا لدرجة أن يونجي حاولت كبت ضحكاتها عن الخروج. "أنا- أنا لا أعلم. لقد هلعت على ما أظن؟ ذاك هو السبب." استلقت بعدها وأنَّت متألمة، انسابت دموعها على خديها لكنها فقط تجاهلتها.
"مد ساقك كي أعالجها، وأعتذر مسبقًا لطعم الدواء المر، افتحي فمك." أومأت يونجي مغمضة عينيها وفتحت فمها لتبتلع بصعوبة الطعم المرير، قطعة قماش ساخنة وضعت على جبينها ومن ثم نظرت من حولها لترى النار المشتعلة وسط الغرفة.
أنت تقرأ
fire lilies ʲᵘⁿᵍᵏᵒᵒᵏ
Fanfictionحين ضحي بها من قبل أفراد قريتها، كانت يونجي على يقين بأنها ستكون عشاءًا للتنين، لكن كان للتنين رأي آخر.