لم تلمس الأوراق ولا الحبر لأيام، ناظرتها يونجي وهي تود استعمالها لكن التجويف الملازم لصدرها يصد أفكارها. إن فتحت باب قلبها وسمحت للكلمات بالخروج، من يعرف متى ستتوقف الكلمات عن التدفق؟ بعدها ما يخيفها هو الفراغ الذي سيتبع ذلك. من غير الحزن والغضب، ستكون فارغة فقط، ستكون يونجي التي كانت من المفروض أن تكون ميتة منذ أسابيع.
حين استدارت متكورة على نفسها ناداها جونكوك، رفعت رأسها وهمهمت ملاقية تحديقات الآخر بوتيرة أسرع من المعتاد. "إن لم ترغبي بأن أحلق بك للمدينة قبل أن تأتي العاصفة الثلجية وتعلقي معي حتى الربيع، علينا أن نغادر قريبًا."
رعشة سرت بجسدها وتساؤل رسم على ملامحها جعل جونكوك يضيف على كلامه. "لا أريدك أن تكوني حبيسة لنصف سنة، حين قد يمكنك أن تكوني بمكان آخر تعيشين حياة بلا قسر."
"أنا- ماذا؟"
"لا يمكنني حتى أن أحلق بك، فلقد حرقت يداك سابقًا خلال ثواني-" أوقف ثرثرته ونظر لها بعينان تنتظران رفضًا، هي ترى ذلك بزنبقتيه؛ كيف يريدها أن تبقى.
هي لا تستطيع البقاء في مكان يجسد الموت لكل ما تحبه، لنفسها، فأومئت مشيحة بنظرها. "معك حق، علينا ذلك بأسرع وقت."
طال الصمت أكثر من اللازم، ثم تحرك جونكوك بمكانه قائلاً. "سأحضر الأمتعة إذا، أتودين- أتودين أكل السلطة مجددًا ولمرة أخيرة؟ وربما يمكنك أن تنهي قراءة الكتاب لي الليلة قبل مـ-مغادرتك؟" حاول قولها بإشراقة لكن يونجي رأت العتمة بين حروفه.
تلاشت الليلة بسرعة كما كل سابقاتها، مصحوبة بعزف جونكوك وكلمات يونجي.
أربعة أيام مضت وهي تحاول إقناع نفسها بأن تسمح لجونكوك بالتحليق بها، لكن انقباض معدتها وانكماش قلبها مع تسارع نبضاتها جعلتها تعرض عن الفكرة، وجونكوك على الرغم من أنه لن يعترف بأنه متعب، إلا أنها تستطيع رؤية الطريقة التي يهسهس فيها بألم ضامًا كتفيه لبعضهما.
"لليلة واحدة فقط أرجوك، أحتاج حمامًا وسريرًا، هيا لطفًا! لن يلمحك أحد أصلاً، وإن فعل فيمكنك إخفاء وجودهم بكرة نارية واحدة."
"يستحيل أن أفعل!"
"أجل، أجل أعلم بأنك لن تفعل، لكن يمكنك أن تفعل، ولا أدري مما أنت خائف."
"الناس يخافون التنانين، وإن لاحظوا وجودي بينهم، فسيخافون ويظنون بأنني سأحرق قريتهم وآكل صغارهم، مع أنه من المستحيل-" أوقفه تعثر يونجي بجذع لم تنتبه لوجوده، حدقت به لدهشتها من سرعته بإبداء ردة فعل منعتها عن السقوط.
لم يتحدث كلاهما إلى أن وصلا لجذع شجرة أرز سميكة. "هذا مكان جيد لقضاء الليلة." قال جونكوك واضعًا الأمتعة جانبًا، قام بتحضير الفراش، ثم أوقد نارًا.
التفتت يونجي ناحيته؛ بشرته شاحبة وزرقاء، إضافة لشفاهه، بينما عيناه، إنها حمراء لامعة بشدة كالزمرد، شهقت قائلة. "عيناك."
أنت تقرأ
fire lilies ʲᵘⁿᵍᵏᵒᵒᵏ
Fanfictionحين ضحي بها من قبل أفراد قريتها، كانت يونجي على يقين بأنها ستكون عشاءًا للتنين، لكن كان للتنين رأي آخر.