- مُقَدِمـة

128 17 31
                                    

چونج إن المَدعُو بِـ كَـاي!

صَاحب التِسعة عَشر عَامَاً، لَم يَكُن بَطلُ قِصَتُنَا تلمِيذاً مِثَالياً، فَلم يَكُن أوَلَ فَصلِه دَائماً أو حَتى ذَلِك رَئِيسُ الفَصلِ الذِي يُحِبه جَمِيع الأسَاتِذه وتَسعَى لِرِضَاه جَمِيعُ الفَتيات كَما في القِصَصِ والرِوَاياتِ الهَزلِية الَتِي تَقَعُ أمَام نَاظِرنا، فَلم يَكُن الفَتى المُشَاغِب المُتَمرِد الذي لا يَخضَع ولا يَستَمِع لأحد، ولا ذَلِك المُتَنمِر الفَاشِل الذي يَستَخدِم العُنف ليُظهِر ذَاتُه ويَفرِضَ سَيطَرَته فيُخفِي ضَعفُه وقِله حِيلَتِه.

لَقَد كَانَ فَقَط مِثلَ أي طَالب عَادي فِي مِثل عمره، مُراهقاً يُعاني مِن الضَياعِ حِيناً ويَشعُر بِإمتلاك العَالم حِيناً آخر، كَان مِثل زُملاء مَدرسَتِك او جَامِعتِك او حَتى مِثلُك أنت، كَان يَبدو كَجميع المُراهِقين فِي مِثلِ سِنه، يَخضَع أحياناً ويَتمَردُ أحياناً أخرى، يَشعُر بِسُكُونِ رَوحِه أحياناً وبإضطرَابِها حِيناً آخر.

لطَالمَا أحبَ الهُدوء والسَكِؤنة مِن حَولهِ ولكِنه كان صَاخِبا يُحبُ المُزاح بِرفقَة أصدِقائه، يَمتلِكُ صَوتاً عَذباً يُدفء قَلبَك فِي ليالِ يناير المُمطِرة، كَان كُل شَئ حَولَه مَلائِكياً للغَاية.

عِندَما يَرقُص يَبدو كأنه يخلق عَالمَه الخَاص، مَلامِحه المُتَناسِقة جَعلَتني أُيقن أنه لابُد مِن وجُود رَب فَلا يُمكِن إلا لإله أن يَتَمَكن مِن خَلق هَذا التَناسُق بِهذا الإبدَاعِ.

عَينَيه اللامِعَتين، ثَغرُه المُتبَسِم ، أنفُهُ اللَطِيف ، خُصلَات شعرُهُ السَوداء ذاتُ الأطراف البُنية النَاعِمة تَجعَلُكَ رَاغِباً فِي لَمسِ رَأسِهِ والتَربيت عَليها كُلما تَراه.

كَان كُل شَئ حَوله دَافِئ بِصدق، فإن تَمَثل الدِفئ الذي نَشعُر به بَعدَ الأمطار فِي بَرد يَنـاير فِي مَخلُوق فَسيكُون هُو.....چونج إن!

ولكن!
مَاذا حَدث لچُونج إن؟
مَاذا حَدث  ليَتغَير كَل شَئ يَحِيطُ بِهِ وبِعالمِهِ؟

لِماذا تغيرت عِلاقته بِوالِده وأصدِقَائه؟ لِماذا إختفَى صَدِيقُ طُفُولَته فجأه مِن حَيَاته؟
ولِمَاذا حَدَث كُل ذَلك فِي حَياته الهَادِئة مِن بَينِ جَمِيع النَاس!

لِمَاذَا تَدهوَرت عِلاقَاتُه وتَغَيرت شَخصِيَتُهُ لِتلكَ الدَرجة!
ولِأي سَبب يُريد أن يَجعلَهُم يَكرَهُونه؟

كَيفَ تَغيرَت نَظرتُـه لِمَا يُحيِطُ بِه!
وكَيفَ أصبَح كُل مَا بِداخِلهِ ظُلمة وسَواد؟

كَـسـارة البُـنـدُق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن