دخلت إيلينا النّادي بحماسٍ طفيف، بعد تلِك الليلة فكرت كثيراً و رأت أن فكرة عودتها جيدة؛ بالنهاية من تخدع إذا غضِبت من شخصٍ ما و ضحّت بحُلِمها و كأنها لا تأبه؟.
دخلت صالة الرّقصِ تُقلّبُ عينيها بحثاً عنهُ علّه في مكانٍ ما بين هذا العدد من الطلّاب؛ لكن لا أثر له، دون عِلمٍ إنقضّت عليها رينا و بدأت تُعاتِبُها "أين كُنتِ كُلّ هذهِ المُدّة؛ أرجوكِ قولي أنّكِ عُدتِ!" خلعت إيلينا حقيبتها تُريها أنها تحمِلُ ملابِس التّدريب، ثم أردفت بتوتر "أين المدرب لينو؟" "لم يأتي بعد، على غيرِ عادتِهِ" و هذا قد زاد قلق إيلينا، لا تعلِم لما قلِقت لكنّها شعرت أن هناك شيء ما قد حصل معه!***
فوق سطحِ أحد المباني يجلِسُ كَشخصٍ يودُّ الإنتِحار بعد دقائق، يرتشِفُ آخر قطرة من قنِّينة المشروب بيدِه، لما بنى أحلاماً وهمية؛ كان يُصدِّقُ كلِماتِ أمّه جميعُها، حتّى أنّه كاد أن يُصدّق أنّ والده شخصٌ صالِح!
عودة بالزّمن..
قبل يومٍ
إتِّصال هاتفي من رقم مجهول ثم لا إجابة حتى أتتهُ رِسالة "أنا أبيك بُنيّ" لا أستطيع وصف سعادةِ هذا الشّاب، و أخيراً تذكّر أن لديهِ إبن!
"مرحباً أبي، أنا مشغولٌ الآن... متى؟.. حسناً سوف أتّصلُ بِك بعد أن أكمِل عملي؛ إلى اللقاء" تحدّث لينو بسعادةٍ غامِرة فـ لطالما إنتظر هذه المُكالمة التي باتت مُستحيلة بالنسبةِ له!
بعد عِدّةِ سُويعات من العمل الجاد، إنتهى أخيراً من عملِهِ ثم رفع سمّاعة الهاتِف على أبيه قبل حتى أن يُرتّب أغراضه في حقيبتِه "مرحباً أبي، لا تعلم كم أنا سـ..."
رد من الطرف الآخر ببرود "يجِبُ أن نتقابل!" شعر لينو بشيء غريب لكنّه قررّ ألا يُفسِد فرحتهُ بمُقابلةِ أبيهِ
أخيراً كما وعدتهُ أُمّه."لقد كبِرت جدّاً، و أصبحت وسيماً أيضاً" أطرى الرّجل ذو الستّينياتِ من عُمرِهِ على الجالِس أمامه، مع إبتِسامةٍ عريضة يكادُ يُسيطِرُ عليها الفتى همهم لأبيه و أردف "شُكراً على إطرائِك!" تحمحم الرجّل ليدخُل في صُلبِ الموضوع "لقد أصبحتَ ناضِجاً بُنّي و يُمكِنُك الإعتِناء بأمّك جيداً أليس كذلك!" إستغرب لينو من بدايةِ حديثِهِ و شعر بأنّ الكلام القادِم لا يُبشِّر بخير! مع همهماتِ لأبيهِ ليُكمِل "أنا و أمك إتفقنا على أن تأخذ هي حضانتك و وكالتِك بالمُقابِل تُعطيني كُلّ ما تملِك و هذا ما تفعلُه أمّك الآن؛ و المنزِل الذي تقطُنانِ فيه يكونُ جُزءٌ من إتّفاقِنا، أمك لا تُريد الإستِغناء عنه كونُهُ مِلكُها و قررّت أن تُعوّضني المال مُقابل ذلِك، لكن أتعلم أن طوال هذه السنوات لم تُسدّد سِوى نصف حقّه!" "مالذي تُريدُه منّي؟" تحدّث لينو بأكثرِ نبرةٍ جديّة قد تحدّث بها في حياتِه، إبتسم الأب ببرودٍ و أردف "اُريد منك أن تتعاون مع أمك على دفع المبلغ أو تترُكا لي المنزِل و سأُعوّضُكما عن المبلغ الذي دفعته أمك! مارأيك؟" يتحدّثُ و كأنّ الذي أماهُ شخصٌ غريب، لربّما يبدو غريباً صحيح لكنه.. إبنُه!!
"هذا ما أتيت من كوريا لأجلِه؟" وقف لينو و ضحك بسُخرية و أكمل "لقد ظننتُ أنك أبُ جيدٌ كما حدثتني أمّي عنك، لكن.. لا أعلم لما أخفت عنّي حقيقتك القذِرة هذه!" همّ مُسرِعاً و قبل أن يخرُج من البابِ إلتفت "سوف نُعطيك مالك، فقط إبتعِد عنّا!" خرج و أغلق الباب بأقوى ما لديه.