لوقتٍ لا تدري قدره ظلت محلها تبكي، جسدها الهزيل ملتف حول نفسه و يرتجف بضعف ، رفعت رأسها أخيرا بعدما توقفت عيناها عن البكاء، كانت الغرفة مغمورة بضوء الظهيرة المبهر ، لكن هذا لم يقلل شيئا من الظلام المحيط بصدرها .
" هيا كفكفي دموعكِ طيبة ، لقد أضعتِ الكثير من الوقت، عليكِ أن تجدي طريقة للخروج من هذا المكان "
هتفت لنفسها بحزم، وهي تمسح الدموع العالقة في عينيها.
أنزلت قدميها ببطء من الكرسي ، كانت أطرافها متيبسة للغاية نتيجة بقاءها لساعات على تلك الهيئة المرهقة .
أخيرا استطاعت الوقوف بشكل طبيعي ، نظرت حولها في الغرفة لتتبين معالمها ، أبرز ما لفت نظرها هو الأثاث الفاخر المتفرق في جميع أجزاء الغرفة ، السرير الكبير المطلي ظهره باللون الذهبي في زخرفة رائعة ، الجدران البيضاء التي نقشت باللون ذاته ، ومن السقف الذي زخرف بشكل مثالي تدلت ثريا عملاقة التمعت باللون ذاته ، وعلى مسافة من الجانب الأيمن من السرير وتحت النافذة الكبيرة وضعت طاولة عالية مستديرة حولها كرسيان وموضوع عليها مزهرية خزفية أنيقة ، على مسافة بمحاذاة النافذة وتقريبا في منتصف الغرفة وجد باب خشبي يؤدي للشرفة ، كان هو الأخر منقوش بنفس النقش على الجدار ، كانت طِيبة تنظر لكل هذا بفتور شديد ، ربما لو رأت هذا الترف في ظروف أخرى لكان الحماس قد أخذها ، ولظلت تقفز هنا وهناك ببهجة ، لكن الأن لم يبدُ أيًّا من هذا مهما ، وهل يعجب الأسير بقيده الذهبي ؟!
مالت عيناها نحو الجانب الأيسر ، على مقربة من السرير انفتح باب داخلي كانت الملابس تظهر من خلاله، فيما بدا كغرفة للثياب ، صرفت نظرها عنه و مرت بعينيها سريعا على الزخرفة المنقوشة على طول الجدار حتى وصلت للمرآة الكبيرة مستطيلة الشكل المعلقة على الجدار في منتصف الغرفة ، للتستقر نظراتها عليها وتظل جامدة بلا حركة تنظر إليها بهدوء .
في المرآة طالعها وجه امرأة بارعة الجمال ، وجه لم يكن لها ، ولم يسبق لها رؤيته .
كانت المرأة واقفة بسكون تنظر إليها بعمق ، عينيها الخضراء الجميلة منتفخة قليلا وأنفها الصغير المستقيم محمر بشدة .
لدقيقة ظل عقل طِيبة فارغا لا يستوعب حقيقة ما يراه ، أخيرا عاد عقلها يعمل مجددا ، لتتساءل من تكون تلك المرأة ، ولم تطالعها هكذا ، ثم أليست تلك مرآة ، فمن أين ظهرت هذه المرأة في الأصل ؟!
لفت نظرها الخلفية وراء المرأة ، كان نفس الجدار المزخرف المتصل بالشرفة و الذي كانت تنظر إليه قبل دقائق فقط ، التفتت خلفها فجأة لتطالعها نفس الخلفية الموجودة في المرآة . ارتجف قلبها بشدة وعيناها تتسعان بفزع ، قشعريرة مزعجة سرت على طول جسدها ، تركتها تهتز كورقة شجر في مهب الريح .
أعادت نظرها مجددا للمرآة ، لترى المرأة تنظر إليها مبهوتة وجسدها ينتفض بوهن .
سارت نحو المرآة ببطء ، نظرها معلق بالمرأة لا يحيد عنها ، كانت كلما اقتربت أكثر برزت الصورة بشكل أكبر ، أخيرا توقفت أمام المرآة مباشرة ليطالعها وجه المرأة بوضوح ، كل جزء من وجهها الجميل .
أنت تقرأ
فلتحلقي عاليا ايفلورت
Fantasyالتصنيف: 15 + " أرجو من سيدتي الجميلة أن تشرفني بقبول قلبي المتواضع " الدوق الذي خرج منتصرًا من حدث الصيد الملكي انحنى أمامها بغتة مقدما جائزته . طِيبة الفتاة الجامعية الحالمة التي قد انتقلت في وقت سابق لجسد ايفلورت شريرة الرواية التي كانت ت...