بوابة الجحيم

14 3 0
                                    

إلتقي النور بعيناها ليقابلها سقف المكان الذي تواجدت به لوقت طويل .

تعلم أنها في كل يوم سوف تستيقظ علي مشهد واحد لن يتغير شيء حتي أحد أيام فبراير ربما ستجد مشهد آخر لنظرة لعالم امتنعت عنه لسنتين .

تنهدت بينما لازالت عيناها معلقة علي مكان واحد و تسبح في خيالها في أحد الالغاز تتذكر بعض الذكريات التي تمُر كسيناريو تأثر بِه الجميع

"‏ أردتُ دائماً أن أوَدِع كل الذين أحببتهم يوماً بخفة تسمح لي بأن أحتفظ بصورتهم الأولي في خيالي ، لطالما كنت ارفُض أن تموت كل اللحظات الثمينة في مرحلة غير مفهومة من الصمت الرهيب ."

لتنقل نظرها ليقابل وجهها مَن يقبع أمامها لتُعيد نظرها للسقف بينما لازالت تستند في مضجعها يرفُض جسدها النهوض

"  أُشبِه سيدة في الثمانينات من عُمرها ، جميع عظامي و مفاصلي يؤلموني  "

لتسمع صوت قداحة الاخر يستمر بفتحها و غلقها بتكرار ،

لازالت تشُك به منظرُه المُريب منذ بداية إلتقائهم تجعلها تشعر بالريبة لكن شئ ما داخلها يُنافس خوفها و يريد التقرُب منه

" لازلت اشُك في أمرِه ، لكن إن كان هو بالفعل كان سيقوم بأي حركة تجعلني اشُك به ، ام انني امتنعتُ عن ملاحظة تصرفاته، سأبدأ بمراقبة الوضع حولي دائماً و اُحلِل كل شيء يحدث حولي ، لن اغفَل عن مرور الرياح بجانبي "
 
حدثَت نفسها بينما تقبُض حاجبيها لتسمع صوت الاخر يتحدث

" عندما تحاولين الايقاع بأحد عليكِ خفض صوتكِ عند التفكير  "

نظرت له الأخري مُلتفته لحديثه بينما هو يجلس متوسط الحائط ممسكاً بالقداحة في يديه ينظر ل لهبها الذي يُنير ما حولِه

تأففت دون الرد عليه لتُركز في تفاصيله و الحيز حوله تحاول إيجاد اي شئ يُثبت أنه هو القاتل سبب كل تلك الجرائم

" معطف جلدي أسود و قميص به لمعة و سروال اسود و جميعهم خاليين من بقع الدماء حتي هو لا يملُك أسلحة ؛ إذن كيف سيقتُل ؟ يبدو انه قاتل مُحترف ليُخفي جرائمه و أسلحته لذلك هو في زنزانة منعزلة"

لاحظ هو نظرها المُعلق عليه ليبتسم بخفة و يبادلها النظرات لترتبك الأخري مُبعده نظرها عنه

لن تجدي ما تُريدينه بي "

لحظات صمت أخري تعُم المكان دون سماع صوتها لا تُريد الحديث معه .. خوف ؟ قلق ؟

______________________

تتمدد علي سريرها بتعب بينما مُنزلة يدها من عليه تُحركها مراراً و تكراراً تنتظر ميعاد الطعام الذي تأخر بالفعل

لتجلس تنتظر حوالي حتي غابت الشمس لتنظر للنافذة تراقب الشمس تغيب

" إنه الغروب و لم نخرُج بعد "

حولت نظرها للاخر لا يوجد شخص غيرهما هنا لتُلاحظ تصرفاته المريبة جلس علي سريره بينما نظراته خالت من لمعانها ينتظر شيئ ما و يضع يديه في جيوبه يطمئن علي وجود شئ داخلها

نظرت له بهدوء تحاول معرفة الشئ داخل جيبه من الاستماع إلي الصوت يبدو أنه ظرف ورقي

بعد دقائق من التحليل سمعت صوت أحدهم من مُكبر الصوت يبدو أنه متوتر بعض الشئ

" سيتم فتح الزنزانات واحدة تلو الأخري لوجود مقابلة شخصية مع السجناء سيتم توجيهكم الي الغرفة التي سيجري بها ، الرجاء عدم وجود تصرفات عدوانية "

انهي حديثه محاولاً إخفاء التوتر و الخوف في نبرته لكنها واضحة

ظلت دقائق واقفة تُحدق في مُكبر الصوت حتي بعد إنتهاء الصفارة لتبدأ بطرح أسئلتها داخل رأسها

" لما يبدو عليه التوتر و الخوف ؟ ، لما مقابلة شخصية مفاجئة ؟ ، هل يحدث ذلك كل فترة ؟ ؛ لكن ما هدفها ؟ "

قاطع تفكيري بعد وقت قصير دخول أشخاص يرتدون ملابس غريبة عكس حراس ذلك السجن و يمسكون أسلحة بنيتهم ضخمة نسبياً  يملكون شارة علي صدورهم

لا يمكنني ملاحظة الاسم لكنها مُتشابهة ليقف ثلاثتهم كمثلث في بداية الممر و يتحدث مقدمهم بينما يُمسك ورقة في يديهم ليتحدث بصوته الجهوري

" ليتقدم الرمز 362 "

لأري زنزانة تايهيونغ تُفتح و يقترب بينما يخرج منها بهدوء و بخطوات واثقة ليقترب من زنزانتي خطوات ليسمع صوت الحارس يصرخ عليه يأمرُه بالمشي بخط مستقيم لينظر له الاخر بنظرات حادة متبادلة من الطرفين

ليُخرج يديه من جيبه و يضعها خلف ظهره و يرمي لي شيئاً مُستغلاً إنشغال الحارس برؤية الاوراق ليذهب لهم و يتجه نحو المجهول مع حارسين أخريين اتو لأخذه

لأنظر لما رماه لي

ذلك الظرف ! "
  لأخذه سريعاً و اتفقده لأخبئه بسرعة لعلمي بدوري في الخروج لكني ما سمعته كان خطوات قادمة نحوي

ليقف أمام زنزانتي و يوجه مصباح نحو وجهي لأضع يدي علي وجهي بسبب ضوء المصباح الذي يؤلم عيناي

بقي لوقت موجهاً المصباح نحو وجهي دون سماع صوته لأشعر بعودة الظلام مجدداً و أري ظهره يواجهني بينما يتحدث في اللاسلكي خاصته بصوت خافت و كلمات سريعة

لم استطع سماعه ليلتفت لي بوجه جاد مجدداً و نظرات مخيفة لأبادله نظرته و أراه يتحدث بعد أن بدأ بخطواته للعودة يُحَدِث زميليه

بقيت لوقت طويل حتي وجدت مُظلمي يعود بخطواته الهادئة لكن لفت انتباهي تلك الشارة الصغيرة التي تتوسط كتفه و يُحفر عليها رقمه

لأتسأل داخلي ما تلك الشارات بينما انظر له لكن فاجئني التفاته بنظرات متسائلة

لم افهم نظراته تلك  بقيت مُحدقة به حتي بعد دخوله الزنزانة بتنهيدة خافته

لأسمع صوت الحارس يتحدث مجدداً
" ليتقدم الرمز 606  "

لأري بعيناي زنزانتي تُفتح بدأت أشعر ببوابات الجحيم تُفتح لي

____________________________

انا الإنسان اللي كان ناسي أنه عنده رواية أصلا و كتبها بالصدفة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 26, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قناع البراءة __ KTH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن