خارِج درب التّبَانة، وفي مَجرّةٍ أخرى، حيثُ توجدُ خمسةُ كواكِبٍ عظمَى تُمثّل شعوبًا مُختلفة، لكلٍّ منهُم مميزاتُه ولونَه الذي يعبّرعنه، لكنّهم كالعائِلة الواحدَة يمثّلون وِحدة الرّبيع.
فقومُ الإبداع اتّخذُوا الكوكب الأخضر مقرًّا لهم، وجنود التَّصميم اختاروا الأزرَق قاعدتهم، أمّا شعب الإعلام فقد استقروا في البنفسجي أو كما يلقبونه كوكب قوس قزح، أمّا البنيّ فكان منزلًا للنقّاد، والكوكب الزهري مسقط رأس كل فارس. يحيط بكل هذه الكواكب نجومٌ وأقمارٌ متعددة الألوان والأشكَال، الأمر لم يتوقف هنا فقط، بل يُوجد كواكب مشتركة؛ حيث يلتقِي قاطني الكواكب الخمس لتبادل المعارف والعلاقات الطيّبة والثقافَات.
ذات يومٍ قررت نايت التّباهي بنتيجة بحثها النهائيّة في كوكب المدونة؛ لأنّه وَليد عملٍ جاد ومتعب، كما أنّه تناول موضوعًا غامضًا ومثيرًا للجدل كذلِك، وقد رافقتها كل من ريناد وفاليري بعد إلحاحها المستمر، لم تتوقّع نايت تلقّي أيّة ردودٍ سلبيّة، التي لم تكن سوى من باب المزاح، فلا سخرية بين قوم الربيع ولا كراهية، إلّا أنّها انزعجتْ عندمَا تدخلت جلّنار من النقد وراحت تنقدُ جوانب البحث بصورة رأتها قاسية، إذ خاطبتها مُعقبة: «بحثُك يفتقر للكثير، ولا يستحق كلّ هذا التّفاخر، مليءٌ بالثّغرات، ومضمونه غير وافٍ كفاية.»
لم تُعجب ريناد بالموقف وما طاب لها رؤية أحد رفاقها يتعرض للسخرية والتقليل بهذا الشّكل؛ لذا تقدمت ووقفت بين كل من نايت وجلّنار وهي تقول:
«هذا تصرّفٌ غير لائق أبدًا، أسلوبك ليس لطيفًا إطلاقًا، ولن أسمح أن يقلل أحد من عمل الإعلاميين!»
لم تعجب الفتاة بما قالته ريناد، وقد كانت على وشك بدء مشكلة أخرى، إلا أن أحد الجنود كان له رأيٌ آخر حيث تدخل قائلًا بلكنةٍ واضحة: «أتفق، لم تعجبني ألوان البحث ولا التنسيق البتة.»
سمعته نسمة من الفرسان مطلقَةً العنان لصوتها، وقد بدت منزعجَةً للغاية: «من الذي تحدث توًّا؟ أشعر بالغثيان.»
وبدلًا من إخماد النيران التي نشبت، ازدادَت قوّة واشتدّ الشجار بين الأعضاء، في تلك الأثناء وصلت مركبة فضائِيّة خضراء اللون، وحطّت بالقرب من ساحة الإعلانات؛ حيث كان الشجار. أجل، كما توقعتم، انضمّ الإبداعيّون إلى سباق أي فريقٍ هو الأفضل.
أنت تقرأ
ما وراء البعبع
De Todo-هل تُريد معرفة ما يكمنُ بين طيّات «ما وراء البعبع»؟ لا تخجل عزيزي! شُدّ رحالك وهلُم معنا، هنا أين المخلوقاتُ الغريبَة وظواهر ما ألفتها عيناك قط، ألستَ فضوليًا كفاية لتعلم ما وراء بعبنا؟ ادخل لتسافرُ بين أقطار هذا العالم المثير للحماس؛ لكن إيّاك أن...