الحلقة الأولى : أنا وجنيفر لوبيز

27 16 0
                                    

المشهد الأول :
غرفة نوم - الساعة ١١ صباحا

في غرفة نوم متواضعة، جدرانها مغطاه بملصقات لنجوم مشاهير وعارضات ازياء ساحرات، وحيث أشعة الشمس الحارة تخترق ستارة النافذة إلى داخل الغرفة التي يتوسطها سرير. ينام شاب وسيم عمره حوالي الأربعين سنة، متوسط القامة اسمر الملامح وهو ممدد على جنبه الأيمن. ولايضع عليه سوى ملاءة خفيفة لا تغطي سوى جزء من جسمه، بحيث نرى السروال القصير الأحمر اللون الذي يلبسه. وأصبع رجله الأكبر الذي يخترق الثقب الكبير في الجورب الاصفر الفاقع الممزق الذي يرتديه في رجله اليمنى. ملامح وجهه والحركات التي يقوم بها تدل على أنه يحلم. في نومه العميق يتحرك الشاب ويتقلب على جنبه الأيسر فتظهر لنا رجله الأخرى من تحت الغطاء وبها ايضا جراب ممزق ذي لون ازرق ويظهر كل أصابع قدمه.

تدخل إلى الغرفة امرأة عجوز تتكئ على عكاز، تنظر إلى الشاب الغارق في نومه وتحرك شفتيها بطريقة ساخرة وتتمتم :

-العجوز : واه... واه، طفرتيه بكري أوليدي... عطيها غير للنعاس والشخير... آنت نوض... نوض سربي!

العجوز تكز الشاب بعكازها في جنبه الأيمن فينقلب على جنبه الأيمن ويتابع نومه.

-العجوز : نوض آوليدي... سعيد... سعيد نوض اتسخر لي للسوق... نوض !

الشاب يفتح عينيه قليلا ثم يجر الغطاء على رأسه وينام ثانية.

-العجوز (غاضبة) : وانت نوض آمسخوط الوالدين !

العجوز ترفع يدها بالعكاز وتنزل به على رأس ابنها صائحة :

-العجوز : غير راكد لي ليل ونهار... نوض.. اتكعد !

سعيد يقفز هلعا صائحا.

-سعيد : آي... راسي...

ثم يجلس على السرير مربعا رجليه وهو يتحسس رأسه قائلا

-سعيد : وا آلواليدة، أحرام عليك مفيقاني بالعصا... الناس تيفيقو على أنغام الموسيقى... كلمة حلوة... ابتسامة... وانت مفيقاني بعكازك.

-العجوز : وانت أوليدي را نعاسك ثقيل واخ يجيبو لك الطبل والغيطة حدا راسك ماتفيق...

-العجوز (وهي تهز عصاها مهددة): ها ليفيقك انت أوليدي... هو لتيصلح ليك

سعيد يتمدد ثانية على السرير.

-سعيد (متوسلا): خليني انعس غير شوية... غير شوية....

-العجوز : وانت نوض... ينوض فيك بوحمرون را لحداش ( 11 ) هذي.

سعيد يتثاءب بكسل قائلا باندهاش :

-سعيد : لحداش... حرام عليك آلواليدة، مازال الحال... فيقيني ملي تجي الربعة.

حسن يتمطط في مكانه ثم يغلق عينيه في محاولة للنوم. حينها ترفع العجوز يدها بالعكاز مهددة :

-العجوز : انت نوض ولا نقرقب ليك راسك.

سعيد يقوم وهو يتمتم غاضبا :

-سعيد (متذمرا): مسكين أنا، مانعس في هذ الدار بخاطري... ما نحلم على راحتي ما والو... آش باغين عندي...

-العجوز (باهتمام) : حلمت أوليدي... شي حلم زوين؟

-سعيد : معلوم ألواليدة، حلمت، بواحد الحلم... واعر !

العجوز تجلس على جانب السرير متحمسة.

-العجوز : آجي أوليدي حكي لي آش حلمت.. على الله تكون شي خديمة... كول خير وسلامة !

سعيد يحرك يديه بطريقة مسرحية ويقول باهتمام

- سعيد: خير وسلامة آلواليدة... حلمت بحالي أنا وجنيفر لوبيز كنا في البحر تنعومو، ثم خرجت لينا واحد الحوتة كبيرة سميتها القرش الأبيض المفترس. ولكن هذ القرش في شكل... عينيه بحال عينين بنادم وعندو موشطاش كحل... وجاي حال فمو ونيابو خارجين.

-العجوز (مقاطعة): القرش أوليدي في المنام هو العدو. كمل !

- سعيد: وبغى ياخد مني جنيفر لوبيز لكني أنا شديتو من زعنوفتو وبديت تندور فيه وتندور فيه وجنيفر تزغرت...

سعيد يزغرت ثم يتابع :

-سعيد : حتى داخ. ثم رميتو بعيد وقلت لو سير قلب ليك على شي حوتة اخرى، هذ الميرنا ديالي أنا. ثم شديت جنيفر باليد اليمنى، وباليد اليسرى وليت تنعوم وتنقذف وتنقطع موجة من بعد موجة... وكل موجة فيها 10 مترو وانا بوحدي تنقذف بإيد وحدة وجنيفر في الإيد الأخرى حتى خرجت للرميلة... وحطيت جنيفر وبديت تنفيق فيها لأنها كانت سخفات مسكينة. وملي فاقت وحلت عينيها قالت لي "ثانك يو" وبدات تتشوف في... وفي واحد اللحظة تلاحت علي وعنقاتني... وحتى أنا...

سعيد يسكت . لكن أمه تشجعه ليتابع.

-العجوز : كمل أوليدي واحتى انت شنو؟

-سعيد (بامتعاض وخجل) : وحتى أنا والو... حسيت بعكازك على راسي وفقت قبل ما نكمل الحلم.

سعيد يتقلب في السرير قائلا :

-سعيد : عافاك آلواليدة خليني نرجع ننعس ونكمل الحلم وملي نفيق نعود ليك لكمالة.

العجوز تقوم صائحة بابنها.

-العجوز : وانت نوض ! راني باغاك تسخر لي للسوق، اختك وراجلها اليوم جايين يتغداوا معانا... نوض الله يرضي عليك !

سعيد يقوم متثاقلا.

-سعيد (ممتعضا) : واخ هاني نايض

العجوز تتوجه إلى الباب لكنها قبل أن تخرج تلتفت وتسأل :

-العجوز : شكون أولدي هذ دجفر ولا دجيمنفر لجالس تتحلم لي بيها؟

-سعيد : أواه ألواليدة معرفتيهاش... هذي ممثلة ومغنية مشهورة في العالم كلو، را صورتها...

سعيد يشير لصورة جنيفر وهي بلباس فاضح مثير، ملصقة على الحائط وسط مجموعة صور. ثم يضيف.

-سعيد :كي جاتك؟ زوينة... غزالة... باش تعرفي ولدك تيحلم ليك غير بالتوتات الواعرات.

-العجوز : تبارك الله معلق لي تصيورات البنيات وتبات تحلم لي بيهم... حولك ما طفرتيه... حيد علي هذوك الصورات وسربي خرج اتسخر !

                                                  يتبع...

مغامرات عاطل... عن العملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن